.....................

هل ترغب في رسم أفكار كاري مع إمضاء اسمك على الرسم ؟

هل ترغب بنشر كاريكاتير خاص بك "الفكرة و الرسم " ؟

كاري تعطيك الفرصة لذلك (بشرط مراعاة الآداب العامة و عدم التجريح )

كاري تسمح بكل الأفكار " كل صاحب فكرة مسئول عنها "

caribar2011@gmail.com
أو برسالة على فيس بوك كاري بار .

أهلاً و سهلاً !

السبت، 14 أبريل 2012

اللعنة ! قصة قصيرة

                                                                
                                                    اللعنة
                                                  

كان ذلك أيام الحرب السوداء .. كنت في التاسعة من عمري أحتضن أخي ذا السبعة أعوام ، و يحتضن والدي أختي ذات الخمسة ، بينما غمرت أمي أختي الصغرى ذات العامين و نصف بجسدها كله و كأنها عادت حاملاً بها مرةً أخرى حين كسر بابَنا أولئك السفلة و أمطرونا بالرصاص ..
شعرت بنيران تخترق ساقي صرخت و سمعت صراخ أبي و أمي و أختي و أخي قبل أن أرى بعينيّ الرصاصة تخترق رأسه و دمُه يملأُ وجهي ، احتضنت الموت بروحي .. لكنها عادت إليّ .. كان أبخل من أن يأخذها !
 لم أجد لي صوتاً أصرخ به و أنا أُزيح جسد أخي ..و أنا أقلِّبُ أبي و أختي و أمي و صغيرتنا المدللة ، لكني فوجئتُ بها تملك ما عجزت عنه : تصرخ .. و تصرخ .. حتى قبل أن تفتح عينيها .. احتضنتها و أخذت أبكي .. فتحت عينيها و أمسكتني بكل قوتها و لم تكف عن الصراخ ..
إنها أختي .. أختي .. عائلتي كلها .. عرضي .. دمي .. روحي .. إنها أنا .. أنا ..
 لكنّ نظرتي لها تجمدت فجأة : ماذا حدث ؟؟ ماذا سيحدث ؟؟؟
نحن هنا الآن .. لكن هنا لم يعد شيئاً .. أين سنذهب ؟ ماذا سنفعل ؟؟ نذهب !! نفعل !! لكن كيف ؟!
 كيف سأحملها بهذه الساق الجريحة ؟ إلى أين ؟؟ هل سأجد طعاماً ؟ هل سأجد ماءً ؟ و ثيابها المبللة ؟ هل سأتركها تموت أمامي جوعاً و عطشاً و برداً ؟؟
هل سنفلت أم سنقع في أيدي السفلة مرة أخرى ؟
هل سيطلقون علينا النار ثانيةً أم سيفعلون بنا شيئاً آخر ؟
ماذا سيفعلون بذات العامين و نصف أمامي ؟؟لقد سمعنا عن تمزيقهم الناس أحياءً في تلك المدينة!
ماذا يريدون ؟ أين الرحمة ؟؟ هل هم بشر ؟ كيف ينظرون إلينا ؟ لم نكرههم يوماً ، لماذا ؟ لماذا؟؟
إنها تصرخ .. فيم َ أفكر ؟  كيف أفكر ؟؟
إنها تصرخ .. ماذا أفعل ؟ لماذا أتحجّر ؟!!
أمسكتُ رقبتها بيديّ : أردت أن أريحها ، أردت أن أرحمها !
لماذا تيبّستْ يداي ؟؟
إنها أختك ! خذها .. خذها ..
أين ؟؟ إلى أيّ مسافة سأصل بها ؟؟ خمسة أمتار .. عشرة .. مائة !
ثمّ ؟؟ ثـــم ّ ؟؟؟
لم أدرِ كيف قررت ! كانت لحظة .. ضممتُها إليّ فيها بكل قوتي و أخذتُ أنتحب ، ثم دفعتها عني بكل قوتي نحو جسد أمي ..
 لم أدرِ كيف وقفت .. كيف وصلتُ إلى الباب المخلوع .. لم أنظر إن كانت ركضتْ ورائي أم بقيت تصرخ عند جسد أمي ، لكنها ظلت تصرخ و تصرخ .. و ظللت أنتحب و أعرج .. و أعرج .. و أعرج ..

اليوم ، و بعد سبعَ عشرة َسنة ، أقف على ساقيّ شاباً يافعاً .. لكنها لا تزال تصرخ .. و تصرخ ..
و أنا أنتحب و أعـرج .. و أعــــــــرج .. و أعــــــــــــــــــرج !  


ليست هناك تعليقات: