.....................

هل ترغب في رسم أفكار كاري مع إمضاء اسمك على الرسم ؟

هل ترغب بنشر كاريكاتير خاص بك "الفكرة و الرسم " ؟

كاري تعطيك الفرصة لذلك (بشرط مراعاة الآداب العامة و عدم التجريح )

كاري تسمح بكل الأفكار " كل صاحب فكرة مسئول عنها "

caribar2011@gmail.com
أو برسالة على فيس بوك كاري بار .

أهلاً و سهلاً !

الأحد، 1 أبريل 2012

قصة قصيرة



                                                  إلهام !

لم تعد تلهمني .. هل كانت كذلك يوماً ؟ أم كنتُ  أنا المُلهَم ؟ هل أحببتُها حقاً؟ أم كانت (دَهْوَلَة) شاب قادم لتوِّه من الريف ليقع فيه بين يديها ثانية ً؟
ما الذي أعجبني بها؟ أني أعجبتُها ! نعم .. هذا هو ..
إنه التاريخ يكرر نفسه !
لكني وجدتُها هذه المرّة .. وجدتُها !
هي الإلهام بعينه .. عيناها العسلية الرائقة لا تكاد تصافح سواد عيوني حتى ترتد للأرض خجلاً !
رقتُها تُذيبني .. أخلاقها تُذهلني .. ذكاؤها يوقد سنّ قلمي لأكتب و أكتب .. و أبدع و أبدع .. إنه أنا .. إنه أنا .. و لا فضلَ لتلك القابعة في البيت بمللها و رتابتها عليّ .. إنه أنا !
إنه الجمال أمام عينيّ ،  و في أذُنيّ رنةُ محمولها بأغنية الحليم : أهواك .. تعزفُها على أوتار قلبي ؛ و تدُقها على طبل أذُني كلما خرَجَتْ من بيتها أو وصَلَتْ إليه .. تُسنِد إليّ دور الملاك الحارس و تستأثر هي بالأجنحة ؛تطير بها كالفراشة و تحط غيرَ بعيد ..تستحث حصاني الأبيض على القفز على حواجز السن ـ ماذا تعني سبعَ عشرة سنةً بيني و بينها ؟ ـ إنه عِزُّ شبابي ، و أوجُ أُنوثتها المُتفجِّرة .. إنه أنا  .. أنا !
و هي تفتح الباب و رنةُ ضحكتها الخجِلة تقول : ضع قدمك و نادِ فلن يرد أبي النداء ...
النداء !
نداء أذان الفجر كان هو الفيصل !
ربما لم أرَ عينيها و هي تنظر لي في ذهول و أنا أُخاصم و أزيد في اللدد .. ربما لم أسمع دقات قلبها و لا تنهدات صدرها يعلو و يهبط أسىً و هي تدفع بيديها طيفاً يرقد بيننا على سريرها قهراً .. ربما لم ألحظ غلالة الحزن و هي تشيح بوجهها بعيداً و قد غاب انعكاس صورتها من لوح عينيّ الزجاجي .. تنظرُ إليّ ببلاهة إن قبّلتُها ؛ و ترمي ابتسامةً بين الخجل و الخوف و الحسرة ثم تُلقي بنظرتها أرضاً و تنسحب ..
قبّلتُ مَن ؟ هل لاحَظَتْ ؟ هل لاحظتُ أنا ؟
تبدو هادئة ! و لا أشعرُ بموران الحمم ! أعميت ..أم تعاميت .. أم عُمّيت ؟
اليوم أكاد .. أكاد أصل للإلهام .. لمُلهمتي ..
كدتُ أم كِيد لي ؟
"فمهل الكافرين أمهلهم رويدا"!
و قد أمهلتني و أنا أزيد في الكفر ! أرى حسناتها عيوباً ؛ و أرى دونها ألماساً على تاج حواء ..
حيّة !
هكذا قذفتني بالكلمة في وجهي صارخة و قد تفجّرَ بركانها :
رأيتك تحتضن حيّة !!
يا إلهي كيف نسيت ؟! كيف نسيتُ مَن هي ؟؟ إنها هي : أمةُ الله ..الصوّامة .. القوّامة .. القائمة بحقوقي و حقوق من أنجبَتْ لي ..
كيف نسيت أني ما خطوت خطوة إلا باستخارتها ؟ و ما تجاوزتً عقبة إلا بدعوتها ؟؟
أكفُرُها ! و الله لا يحب كل خوّانٍ كفور !
و تكيدُها الحية .. و الله لا يهدي كيد الخائنين !
مهلاً ! لا تتركيني ! كيف تتركيني ؟ إنه أنا ! أنا ! ما كنتُ لأصدق أنها تفعل !!
كنتُ أضعُها في جيب قميصي الأزرق الذي خاطته لي مراراً و نحن لا نجد ثمن آخر .. كانت تسترُني .. و كنتُ أستُرها بشكلٍ آخر !
أين أنتِ ؟ أين هي ؟ هذا ليس عدلاً ! كنتُ أنا من سيترُك ؛ كيف أُترك ؟؟ إنه أنا .. أنا !!
لكن .. من أين جئتُ أنا ؟  غزَلتْني ! غزلتني و قد كنتُ خيوطاً واهية .. فنسجتني .. فلما اشتد فتلي رحتُ أُلبِسُ سواها !
و سواها صدمني رقم محمولها على شاشة محمول رئيسي في الصحيفة بنغمة (مستنياك)!
يبدو أنه على ( اللستة ) بديل رقم 1 صاحب الأذنين و ال ديل !
قنوعة! صدمتني قناعتُها !
و صدمني جحودي ! و صدمتني أنغام على ال إف إم  و قد أدارها صاحب تاكسي العودة :
بتحبها و لاّ      بتفكرك بيا ؟
هيّ أنا و لاّ       جايز أنا هيّ !    جايز أنا هيّ !

جايز أنا هوّ ! حبيب أنغام في الغنوة !
لماذا أدارها ؟ المحطة !
ـ شكلك يا بيه من بتوع النغم الأصيل ..
لم أرد ! ردت أم كلثوم :
الزمن  .. ح يدوّقك في البعد ناري !
الزمن .. هوّ اللي ح يخلّص لي تاري !

نعم ! و قهراً و غصباً عني : عَظَمَة يا ست !
و عظْمةً كنتُ ! و قد تشمّمَتني و مَنّتْ نفسها باللعق !

لكنّ الجرح الغائر سيُرَمّ .. و العظمَ سيُكسى باللحم .. و اللحم طالما أجادت طهوهُ هيَ حتى اكتنزَ كتفاي و ثبت زندي على القلم ،فأبدعتُ ما أبدعت ..
يا بديعة اللحظ من غير اكتحال !
يا خجِلَةً من الزِّينةِ أمام العيال !
يارب قطرات المطر و حبات الرمال : أعِدها إليّ ! حنِّن قلبها عليّ !
و الدعوة عند الغيث مستجابة ..
يا غيّاث المستغيثين .. أغِث المسكين !
اركض على الدرج .. أغلق الباب .. انزع نظارتك  و  أجهش بالبكاء .. لكن مهلاً ..
هات طبق الغسيل الذي حمّمت فيه وليّ العهد معها يداً بيد ليلة سابع أيامه ..
الآن اجمع الدموع و اغتسل .. ثم اغتسل .. ثم ناد ِ:
ـ تيته .. تيته .. أنا في عرضك يا تيته ..
هاتيها و تعالي : أوقدي لنا السبع شمعات .. و اصنعي حجاب السبع حبات .. سمي الشمعات بأسماء البنات واحدةً واحدة .. و اتركي لي أطوَلُهن عمراً سأسمّيها باسم أم العيال ..ما عُدتُ أناديها ماما أمام الأطفال .. نعم هي أمي و أم الأفكار .. هي الوحي .. هي الإلهام .. ما عادت هي ! عادت إلهام .. عادت إلهام ..
عادت .. عادت ..

هذه ليلتي و حلم حياتي .... بين ماضٍ من الزمان و آتِ
......
سوف لن تلهو بنا الحياة .. و ثانيةً لن تسخر !
فتعال .. تعال ... أحبك الآن .. الآن .. الآن  ...
أكثر .


 ــــــــــــــــــــــــــــ
قلنا نكسر المقالات شوية بعد ما كسّر الإخوان المشهد حِتت !

ليست هناك تعليقات: