.....................

هل ترغب في رسم أفكار كاري مع إمضاء اسمك على الرسم ؟

هل ترغب بنشر كاريكاتير خاص بك "الفكرة و الرسم " ؟

كاري تعطيك الفرصة لذلك (بشرط مراعاة الآداب العامة و عدم التجريح )

كاري تسمح بكل الأفكار " كل صاحب فكرة مسئول عنها "

caribar2011@gmail.com
أو برسالة على فيس بوك كاري بار .

أهلاً و سهلاً !

الاثنين، 13 مايو 2013

بالنون !




                                               بالنون !

شاهدت بالصدفة جانباً من حديث أوائل الحقوق المستبعدين من التعيين لمجلس الشورى ... هم أوائل السنوات الماضية و بعضهم معه ماجستير و يحضِّر دكتوراه أيضاً !
ربما تعتقد أني وضعت علامة التعجب لأنهم لم يعيّنوا و عُيّن أبناء المستشارين بدلاً منهم ؛ لا يا سيدي القارئ ! فليس هذا بدعاً من الحدث ! فالحدث الوحيد على مدى العشر سنين الأخيرة على الأقل في كل المؤسسات هو استبعاد الأوائل و تعيين أصحاب الوسائط .
علامَ التعجبُ إذن ؟؟
أنهم أوائل !!!!
و وائل هو جبل في الجزيرة العربية ؛ و وائل الفصحى تصدع من صدى صوت الأوائل و طفق يبحث عن موئل يلوذ به ريثما ينهون شكوى لها أن تشتكي طريقة خروجها الظالمة من في أهل العدالة و طالبيها !
ليس هذا حالهم وحدهم بل ربما تصعقون حين تعلمون أن كثيراً من خريجي الأزهر نفسه ربما لا يجيدون الإملاء !
لااا .. الإعراب دا تسيبوه على جنب خالص !

تذكرون القاضي الجهبذ صاحب الخطبة العصماء في محاكمة القرن !
الحقيقة ليست قراءتُه وحدها التي كادت تصيب أصحاب اللغة بالشلل ! بل استرساله فيها و كأنه يتلو جوهرةً بلاغية و البلاغة منها براء!

الحقيقة : التدهور طال الكل ، بل ربما معلمو اللغة في أول الصف !

    لابد من إقرار تدريس اللغة العربية و قواعدها إجبارياً على كل الكليات و المعاهد كل السنوات ، و المحاسبةُ عليها كمادة رسوب و نجاح  خاصةً في الكليات التي تحتاج مهارات خطابية كالاقتصاد و العلوم السياسية و الحقوق و غيرها .

ليس من المنطقي أن يكون المعبرون عن مصر أمام العالم لا يستطيعون حتى التعبير عن أنفسهم بطريقة سليمة !

ليس من المنطقي أن من عليه حفظ الحقوق هو أول من يهدرها ؛ فالحق السليم لا ينتزع إلا بصياغة سليمة .

التردي في النطق الصحيح للغة ..
التردي في الفهم الصحيح للغة ..
التردي في الاستعمال الصحيح للغة ..
يساوي في النهاية التردي العام في حياتنا كبشر .

نعم ؟ قلتم كيف ؟

نضرب أمثلة :
المسرحية القديمة حين كان فؤاد المهندس يعلم شويكار : أنت القلب الكبير ، فتنطقها : أنت الكلب الكبير !

مخارج الحروف ؛ نطق الحرف بشكل صحيح أو خاطئ يغير المعنى تماماً بل ربما يقلبه للعكس ..

نطق القاف كاف على سبيل المثال ـ و في قصة واقعية أسوأ من المسرحية حُكيت لي من أمام أحد نقاط الجمارك في دولة عربية  ـ
تقول القاصة أن القائم على استلام الأوراق كان ينطق القاف كاف ؛ طالب سيدة مصرية بالأوراق قائلاً :
وريني أوراقك !
 تخيلوا كيف نطقها ؛ ثم تخيلوا ردة فعل السيدة " في الحقيقة عينه بعدها ما شافتش إلا النور !

في قصة أخرى أراد أحدهم مدح شخص في وجهه فقال له أن الناس تصدقه لأنه جذاب ..
طبعاً نطقَ الجيم المصرية بخفة فبدت كالكاف فوصلت للممدوح أنه كذاب !
لما تغير وجه الشخص أدرك الأول خطأه فنطقها بالجيم المعطشة .
هذه من أمثلة النطق .

نأتي لأمثلة الفهم ، و كما قلت عاليه أن الحقوق تُحصّل بالصياغة السليمة ..
كيف ؟

لنضرب مثالاً واقعياً و حاضراً :

قضية عبد الله بدر !
وُصِّفت على أنها سب و قذف بل بعضهم قال أنه بهذا رماها في عرضها !!
لم أستمع لكلامه ؛ لكن إذا كانت القضية كلها في جملة : كم رجلاً اعتلاك باسم الفن ؛ فهذا ليس بسب و لا بقذف !
كيف ؟
أولاً : هذه صيغة سؤال ؛ نعم هناك سؤال غرضه الاستفهام و آخر التقرير ، لكن لمَ تحملها على الثاني دون الأول ؟
ثانياً و هو الأهم : أنه قيّد بقيدٍ هنا ألا وهو : باسم الفن !
إذن "باسم الفن" .. أي ما شوهد عياناً بياناً بالفن ؛ و هذا شهده الناس فليس اتهاماً بالذنب المعروف ، و إنما محددٌ و مقيدٌ بما ظهر باسم الفن للكافة ..
ثالثاً : الاعتلاء يُفهم على حقيقته من العلو كأن تقول : اعتليت سطح الدار ، و صرفه للمجاز يحتاج إلى قرينة ؛ فما بالكم أن القرينة نفسها ـ و هي القيد هنا : باسم الفن ـ أثبتت الحقيقة لا المجاز ..
ربما يذكرنا أحد بزياد العليمي و ما استشهد به من مثل : تسيبوا ال.. و تشّطروا على البردعة ..
و أني انتقدت ذلك في أول مقال لي في هذه المدونة " و قالت كاريبار " بينما دافع البعض بأنه مثَل ..
ربما يُلتمس العذر في المثل لكن الحقيقة أن جمهوره أوقعه في الخطأ باستفسار لئيم عن ... فأجاب بغباء ال .. هو فلان !
هذا سب و قذف ؛ لماذا؟ لأنه صرح ..
الحقيقة لابد من تعيين أهل لغة في كل هيئة محكمة ؛خاصةً في قضايا مثل هذه ..

مثالٌ آخر : خطاب تعيين السفراء البروتوكولي الذي وقعه الرئيس ثم شهّر به مستلموه  في الإعلام و لا يزال الإعلام يمارس دوره في هذا إلى الآن ؛ الخطاب انتقدته في مقال " بروروم" و بينت فساده بلاغياً بالنسبة للغرض الموضوع له ، الحُمق أن يظل مستخدماً كل هذه السنين بهذا التحجر دون أن يجرؤ أحد على استبداله !!

نضرب مثالاً أسوأ :
تفسير الدستورية لمادة العزل في الدستور و أنه يجب أن يكون المعزول قد جمع بين برلماني 2005 و 2010 !
أولاً : الواو لمطلق الجمع ، ليس للجمع و الاجتماع !
يعني عندما نقول : جاء علي و محمد ليس بالضرورة أنهما جاءا معاً ..
حارب حسن و مرقص في 73 ؛  ليس بالضرورة أن يكونا في نفس الفرقة أو حتى على نفس الجبهة ..
اشترينا السجاد و الغسالة .. هل كنا في محلين في آنٍ واحد ؟
" و الله خلق الشمس و القمر " هل يعني هذا أنهما يسيران معاً جنباً إلى جنب ؟

لأ و باسل عادل كان يشمت في الإخواني المناظر له بعدها في أحد البرامج الحوارية قائلاً أن المحكمة (علِّمت عليهم ) ! الحقيقة أن الخطأ ليس على الشامتين إنما على نائب رئيس مجمع اللغة العربية الذي لم يرد على المحكمة ، و على الدكتور العوا باعتباره عضواً في الهيئة التأسيسية للدستور و مصححهم اللغوي !
الخطأ أيضاً على كامل الهيئة أن لا تنتفض ضد فرض الخطأ و إقرار عكس المراد باعتبارهم ممثلي الشعب و واضعي إرادته المستفتى عليها .


يعمل الغرب و من والاهم في بلادنا دائبين على هدم اللغة العربية و فصل أبنائها عنها لأنهم يعلمون أن معجزة الإسلام هي القرآن ؛ هي الكلمة ؛ الكلمة المكتوبة بالعربية ؛ إذن لتسقط العربية ! أو كما أشرت سابقاً لكتاب شريف الشوباشي : (لتحيا اللغة العربية .. يسقط سيبويه ) !!

يحاولون تلويث المنبع لنترك  الشرب من المصب !
يشوه الكاتب .. يشوه الكتاب .. يشوه المكتوب !
نبتعد عن كتب اللغة .. عن كتب التراث .. و النتيجة : نحن المشوهون !

لا نفهم اللغة .. لا نفهم المكتوب بهذه اللغة .. إذن لا نفهم القرآن !
لا نفهم القرآن ..إذن لا نطبق القرآن ؛ و هو المطلوب إثباته و تثبيته و دعمه و المحافظة عليه : مسلم مستسلم لما يُفْرِغون في رأسه من أفكار ؛ مؤيد و مطبق ليس لمجرد طلباتهم بل حتى لرغباتهم ؛مؤمن برؤاهم ..مدافع عنها .. لأنه لم يحتوِ على دفاعات تصدها ؛ دفاعات أساسها و بنيانها هو العلم باللغة النازل بها كتابه .


انحدر مستوى الكل بشكلٍ واضح حتى أصبح الخطأ يُدرّس !
"الغلط يكسب "
  عنوان مقال لشاعر وكاتب في جريدة إلكترونية يحكي فيه كيف أن ابنه أُعجب بأبيات تُدرّس له فسأله إن كان يعرف الشاعر "إبراهيم العزب" فصحح لابنه اسم الشاعر بأنه إبراهيم العرَب !
نزيد هنا من الشعر بيتاً : لا يدرسونهم فقط أسماء خاطئة بل و مفاهيم خاطئة أيضاً !
عندما كان ابني في الصف الثالث الابتدائي تقريباً كان يذاكر درساً في كتاب اللغة العربية بعنوان لوحة جميلة ..
كان يحكي أن أمير " التطور الطبيعي ل عمر " رسم لوحة و أراها للمعلمة فعلقت عليها بأنها لوحة جميلة و أمرت التلاميذ بالتصفيق له ..
اللوحة بها صياد يصوب بندقيته على عصفورة تقف على فرع شجرة في عشها و بين صغارها !
قلت له : جميلة إيه يا إبني ؟ يعني يحرم الأطفال من أمهم ليموتوا جوعاً و تكون جميلة ؟؟!!
لكن طبعاً نصحته في النهاية بنفس النصيحة التي أسداها ابن الشاعر الآخر لأخيه :
المهم يا محمود بعد كل هذا، لو جاءك سؤال عن الشاعر في الامتحان فاذكر أنه (إبراهيم العزب)، لأن الأستاذ الذي يصحح، والأستاذ الذي يراجع، والوزارة كلها لا يعرفون إلا الغلط، والمهم تنجح !


حين كنت أشاهد التلفزيون المصري قبل الثورة لاحظت أن اللام الشمسية كادت تنقرض على ألسنة المذيعين و المذيعات بلا استثناء ؛ ينطقونها قمرية و كأنها موضه !" لا أعرف ما الحال الآن ".
و حدثوا و لا حرج عن تقارير المراسلين و نطقهم الألمعي في كل القنوات !

الكل يخطئ حتى من يعتقد أنه يعرف !
القراءة الصحيحة السليمة تحتاج ممارسة ..
لابد من تغيير نهج التعليم  ليشمل ممارسة جادة  تبدأ بالقرآن تمر بالأدب و الشعر ثم تنتهي أيضاً بالقرآن .

هناك ترويج ممنهج للقول بأن اللغة العربية في طريقها للانقراض !
خسئوا !
إنها تموجات الزمن ! و الموجة الآن تعلو بعلو الحق  ..
و بعلو الحق يعلو العلم ..
و العلم نورٌ بالتنوين ..
نعرف ذلك بــالــ   ن !