ويكَ عنترُ أقدمِ !
أخطأتُ في الحسبة في المقال السابق ! الجمل يكفي مائة ! ( بس مش خسارة فيكم التسعة مليون) !
هل حقاً يعود نسب سيادة الرئيس إلى قبيلة عبس ؟
أهلي و عشيرتي .. أهلي و عشيرتي .. أهلي و عشيرتي !
( يا أبو عمو ) هم يقولون : ستعيدوننا إلى القرن ال ( مش عارفه كام ! ) تأتي أنت و تعطيهم مفتاح ادعاءاتهم ؟ طيب خليها : عشرتي ! و اللا بلاش ! أحسن يقولوا دا بتاع وسايط !
و لأجل عيون عبس و عنترة بن شداد سأنقل لكم إعراب البيت كما قرأته في موقع اللغة العربية لصاحبه دكتور مسعد محمد زياد :
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر اقدم
ولقد شفى : الواو حرف قسم ، والمقسم به محذوف تقديره الله ، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره : أقسم ، واللام واقعة في جواب القسم ، وقد حرف تحقيق ، وشفى فعل ماض مبني على الفتح المقدر .
نفسي : مفعول به ، والياء في محل جر مضاف إليه .
وابرأ سقمها : الواو حرف عطف ، وأبرأ معطوف على شفى ، وسقمها مفعول به ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
قيل الفوارس : فاعل يطلبه كل من الفعلين شفى وأبرأ على التنازع ، فالبصريون يجعلونه فاعل للفعل أبرأ لقربه منه ، ويجعلون فاعل الفعل شفى ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، ويختار الكوفيون العكس . وقيل مضاف ، والفوارس مضاف إليه .
ويك : اسم فعل مضارع مبني على السكون بمعنى نعجب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره :نحن ، والكاف حرف خطاب لا محل له من الإعراب .
عنتر : منادى مرخم مبني على الضم ، ويجوز بنائه على الفتح ، وحرف النداء محذوف ، والتقدير : ياعنتر ، والجملة الندائية في محل نصب مقول القول للمصدر قيل . اقدم : فعل أمر مبني علي السكون وحرك بالكسر لموافقة الروي ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت ، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول أيضا . وجملة لقد شفى جواب القسم لا محل لها من الإعراب .
والقسم وجوابه لا محل له من الإعراب كلام مستأنف .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا عنترة : يقولون أن أول ما يجب أن يبدأ به القاضي في الإسلام هو النظر في السجون و من فيها حتى يُخرجَ من حُبِسَ ظلماً .. هذا القاضي ؛ فما بالك بالرئيس ؟
يا عنترة : نصف من في سجون مصر مظلومون !
على فقهاء القانون أن يجدوا المخارج لهؤلاء .
إنا نستبشر خيراً بقدومكم و نستشعر الفرق بين الدولة الفتية المولودة حديثاً على أيدي شباب مصر و بين الدولة متصلبة الشرايين الراقدة على المحاليل في الحجر الصحي !
فرق ما بين الحياة و الموت !
فرق تمَثلَ لكل ذي عينين يومَ أخرجتم النتيجة في التوِّ و اللحظة ، و مات الناس مللاً و كمداً في انتظار حسبة الأسياد أصحاب الدولة المدنيّة !
أرجو أن يكفَّ هؤلاء أذاهم حتى تستطيعوا عمل ما سيعينكم الله على عمله إن شاء الله ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و بمناسبة عنتر فقد كتبت القصة التالية من واقع قصة حقيقية رويت لي من قريبٍ لي كان طالباً في جامعة الأزهر من سنين .. ( غيرَ أنها انتهت على خير و ليس بالدراما التي نسجتُها )!
"شجرة عنتر"
بسم الله الرحمن ..... بسم الله الرحيم ...... بسم الله الرحمن الرحيم
هّذا ما كتبه العبد الفقير إلى الله صاحب هذه المذكرات بعد واحد وعشرين يوماً من اليوم الذي حل فيه الليل قبل ميعاده بتسع ساعات ولمعت فيه النجوم بألوان الطيف ولو أقسم لي المقسمون على ذلك لأمرتهم بالكفارة إنه اليوم الذي لا أذكر تاريخه ـ وليس لي يدٌ في ذلك ـ ولن أجمع وأطرح لأحصل عليه يكفيني أن أشير إليه للعظة والعبرة ( وذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين ) صدق الله العظيم..
اليوم بعد إذ قويت أناملي على حمل القلم وقدرت عيني على الانفتاح والانغلاق بعد إذ صاحبت الثاني فقط تلك الفترة من الزمن !
اليوم وقبل أن أعود للكلية غدا ، في الجامعة التي أحب ؛ اُذكِّرُ قارئ هذه المذكرات بكاتبها إنه أنا .. أنا كما عهدتموني أبيضَ الوجه أسود الشعر جميل الهيئة خفيف الظل ثقيل الجيب لبيب العقل نقيّ الصدر، يُصادِقُني الجميع ومن بينهم صديقي العزيز ـ حمدي ـ ريفيٌّ يسكن في المدينة الجامعية أسمرُ منسدلُ الشعر نحيفُ البدن عفوي لم تفعل خُلطته بنا شيئا في لهجته ، يرافقني كظلي لا أعرف متى وكيف تم ذلك تحديداً ، لكنه على أي حال يسعدني ويرضي غروري ؛ فقد كنت أفضُله في كل شيء ، فكنا نبدو كالسيد والتابع وقد كان يَنفسُني الجميعُ على ذلك ـ أراه في أعينهم ـ وقد وصلني تهامسهم مرة أنني أستغل المسكين كما يستغل السيد العامل ، وما كان كلامهم بعارٍ تماما عن الصحة ، ولكني كنت أكاد أقسم أني المستغَلُّ هنا لا هو؛ فما كان ينفق نفقةً صغيرة ولا كبيرة وهو معي ، وما كنت أطعَمُ لقمة أو أستسيغ شربة إلا وله منها نصيب ، وما كنت أُحصِّل معلومة إلا ويأخذها عني ـ وما كنت لأمنعها عنه ـ وفي المقابل كان هو من يذهب لشراء المأكول والمشروب ، وكان هو من يكتب المحاضرات وأصوِّرها منه ، وكان وكالة إعلامٍ لي: فما كنتُ بهذه الشهرة في الكلية بل الجامعةِ بأسرها قبله ، حتى إنني فكرت في ترشيح نفسي لرئاسة اتحاد الطلاب لولا أنني لا أحب الهمّ والمسئولية فأنا فكِهٌ مرحٌ بطبعي ، ألقي النكات بل وأؤلفها فتعم الكلية بأسرها ـ بفضل حمدي ـ وأطلق المسميات الساخرة على الأشياء فتلتصق بها حتى ينسى الناس اسمها الحقيقي ولا يعودون يعرفون لها اسماً إلا ما أطلقتُه ـ بفضل حمدي ـ
ذات مرة أكدت على زميلٍ لي في المحاضرة أن أقابله بعدها فقال لي : أين ؟ الجامعة واسعة..
وكنا بجوار الشباك فنظرت إلى الأسفل فرأيت ذلك الشاب الإفريقي الذي اعتاد القعود تحت شجرةٍ في الكلية لم تكن الأكبر فيها لكنها كانت ظليلة، وكان الفتى أسودَ الوجه مفلفلَ الشعر طويلاً عريضا مفتولَ العضلات يفيض فتوةًًٌَُُ ورجولة لا يصلح إلا أن يكون عنترةَ بن شداد في زمانه ، فلم أُكذِّب قريحتي لحظة ..وقلت لزميلي : عند شجرة عنتر، قال لي : من عنتر ؟ فأشرت إليه ، فأومأ إيجابا برأسه..
وما انتهى نهار ذلك اليوم إلا واسم الشجرة شجرة عنتر؛ وأصبح الفتى عنتر ـ طبعاً بفضل حمدي ـ
ثم ما هي إلا أيام قليلة وأصبح الطلبة لا يتواعدون إلا عند شجرة عنتر، ولا يروحون ويجيئون إلا وهم يتهامسون عن عنتر و شجرة عنتر !!
وقد علمت فيما بعد ـ وما كان يهمني أن أعلم ـ أنه من بعثة تشاد..
حتى جاء أحد الأيام والشمس في كبد السماء : رأيت ـ عنتر ـ وحوله مجموعة من زملائه يحاولون تهدئته، ولو أدركت حينها ما كان لا بد أن أدركه لما تركتُه يراني ـ ولكنه للأسف رآني ـ ! وما كادت عيناه تقعان علي حتى أزاح من حوله بيدٍ واحدة ؛ وعيناه لا تفارقان عينيّ الذاهلتين، بالسرعة التى أكدتْ لى صدقَ المشهد الذي طالما كذبتُه : ذلك الذي يصابُ فيه الممثل بالذهول إثر تنبهه للسيارة القادمة نحوه فيقف ذاهلاً لا يحرك ساكناً حتى تصدمَهُ ـ رغمَ أنه كان لديه الوقتُ الكافي لتفاديها يمنةً أو يسرة ـ وما رمشت عيناي حتى لحقه من لحقه جرياً ؛ وتصدى له من تصدى ممن كان معي : فكبلوا يديه دافعينه بصدورهم ،وهو ينظر إلي وعيناه تقدحان شرراً ملوِّحاً بقبضته في الهواء وقد تصلبت سبابته صارخاً بما استطاع نطقه من كلماتٍ تستطيع أن تنسبها للعربية على أية حال : والله تجولَ أُنترَ ثانية.....
واللهِ تجولَ أُنترَ ثانيةً...... !
ولم يكمل بعد ـ ثانية ـ لا أدري إن كان بسبب هول ما سيفعل أو لأنه لم يكن يملك من الكلمات ما يعبر به عنه!
سامح الله المسؤلين عن الثقافة في بلدنا ؛ ألم يستطيعوا أن يمرروا شيئا من سيرة عنترة ـ البطل ـ الفصحى أو حتى الشعبية إلى إخواننا في جارتنا -العزيزة- تشاد؟!
طرح هذا الخاطر نفسه علي في جزء من الثانية ليخففَ عني ما أنا فيه، وهو لا يزال يردد ـ وكأن الزمن قد توقف والكلمات قد انتهت عند هذه الشبه جملة ـ :
والله تَجُولَ أُنْترَ ثانيةً ...
والله تجول أنتر ثانية ...
إلى أن هبطت الشجاعة فجأة على صديقي العزيز حمدي وتطوع ليُنهي الموقف : فحوَّل موقِفَهُ فجأة من خلف ظهري إلى أمامي مباشرة ليقف بيني وبين ـ عنتر ـ فارداً ذراعيه السمراوين (كالذي بعثه الله ليعلم ابن آدم ) مشيحاً بهما في وجهه ـ وهو على بعدٍ لا بأس به ولا فضلَ لكليهما فيه ـ رافعاً صوته بلهجته التي طالما أحببتُها منه :
إهيه .. ما خلاص بجى يا عنتر!!
!
!
!
ملحوظة:
لازلت أحب صديقي حمدي .. الله يــ........ !
تمت
هناك تعليقان (2):
عند هذه الشبه جملة:
عند شبه الجملة هذه (أو تلك).
ألا يُقال: رأيت هذا الرجلَ ،مررت بهذه الفتاةِ ، جاءت هذه الجميلةُ الوجهِ، التركيبان (الذي أوردتَه أنت و الذي أوردته أنا) صحيحان، ما بعد اسم الإشارة نعت له أو بدل منه ، و الكاتب يختار الأنسب للحالة (حقيقةً اعتقدت أن أحداً سيعترض بأنها ليست شبه جملة أصلاً!و كنتُ سأرد بأنها كذلك معنىً لا نحواً فهو لم يأتِ بجواب القسم) على فكرة فيه خطأ إملائي في القصة أنا سايباه حاول تطلّعه !و شكراً للتوجيه.كاري بار
إرسال تعليق