الدمور و اللا الكستور ؟
تساءلت الأديبة الرقيقة نجلاء محرم على صفحتها :
سؤال من مواطنة لا تفهم فى "وضع الدساتير":
ألا توضع الدساتير بأيدى المتخصصين ويُستفتى عليها من الشعب؟
صدقونى أنا فعلا لا أفهم لماذا تصب هذا السوق؟
ألا توضع الدساتير بأيدى المتخصصين ويُستفتى عليها من الشعب؟
صدقونى أنا فعلا لا أفهم لماذا تصب هذا السوق؟
قلت : ممتاز ! لست وحدي إذن ! يعني تساؤلي من يومين الذي وجهته لقريبي المحامي لم يكن حجةً عليّ بأني مدعية للثقافة كما أوحت بذلك نظرته لي !
و قد اتخذ جلسة المعلِّم أيام الكتاتيب ( سقى الله أياماً لم نرها إلا بالحكي !) ثم صعّر خده و نظر إلى المسكينة شذراً ثم قال : هذا ما تجهليه و أمثالك من العامة ؛ إن الدستور ليس ورقاً أكاديمياً للدراسة ، بل هو عقدٌ اجتماعيٌّ توافقيّ و نهج حياة للناس ؛ فلا بد ـ لهذا ـ أن يشارك في كتابته كل فصيلٍ منهم من عالم الذّرة إلى جامع الذُّرَة ، فكلٌّ منهم أدرى بحاله و مشاكله و مطالبه ..
قلت : آمنا بالله ! يعني هم سينقِّبون في البلاد للعثور على الفلاح الفصيح و الحلاق الفصيح و البقال الفصيح و الجزار الفصيح و السمكري الفصيح أم ماذا ؟
علامَ الهرج و المرج ؟
اللجنة المشكّلة ضمّت ما خلّت : خبراء اقتصاد ـ سياسيين ـ قانونيين ـ دستوريين ـ و عن الجيش و الشرطة و عن المرأة و المسيحيين بطوائفهم و عن الأدباء و الفنانين و رؤساء الأحزاب الليبرالية و كثير من المحسوبين عليهم ..
(طب ما لهم زعلانين ليه بقى ؟) بعد ما (خوتونا) الدستور أولاً .. الدستور أولاً !
في حلقة من برنامج تلفزيوني (منذ شهور) كان المذيع يجري لقاءً مع ضيف عن وثيقة السلمي ـ على ما أعتقد ـ طبعاً الضيف شن الهجوم على الاستفتاء و هنا تداخل المذيع الشاب بمنتهى البراءة أنه إلى الآن لا يعرف نعم لماذا و لا .. لماذا ؟ لا .. لم يشفِ الضيف غليله !
باعتبار أني ( المفروض يعني : بافهم !) فقد اتسعت عيناي دهشةً من الدعوة لنعم و القبول بتعديلات دستورية ! قلت : ما هذا الجنون ؟ النظام سقط لابد أن نزيل الأنقاض و نبني على ( ميّه بيضا !) كل المتعلمين و الشباب مُجمعين طبعاً على هذا .. الليبراليون و اليساريون و الجميع في هذا الصف ثم تُفاجأ بالإخوان يقفون و يقولون : نحن في مرحلة انتقالية و الدستور يكملها كل ما نحتاجه هو فقط تعديله لاحتواء الأمر الواقع حتى نصل للشرعية .
و هنا تجد أن هذا الرأي له وجاهته بل هو الأصح و الأوجه حتى لو اختلفت معهم ؛ فإذا قال لك شخص أن هذه الرمال متحركه فلا تخطو عليها و أيقنت ذلك ثم تقدمت فأنت هالك لا محالة بل و حاملٌ لإثم هلاكك و هلاك من تبعك ..
إن التعديلات وُضِعت لجعل وضع دستوري للجيش المستلِم للسلطة حتى تسليمها ..
فكيف نسمح بوضع دستور في عهده و هو نفسه غير دستوري ؟ التعديلات إذن هي من (دسترته) ! و هكذا بدأ في قيادة البلد بشرعية لإقامة انتخابات تسفر عن مجلس شعب و شورى شرعييْن و رئيس شرعي و دستور شرعي بيد الناخبين المصريين الأحرار و تحت سُلطة مُسلّمة بشرعية استفتاء عام قال لها : نعم تسلموا القيادة حتى تسليم السلطة الشرعية بإذن الله .
لا يخفى عليكم أن من أناب المجلس كان حسني و حسني سقط و كل ما قام به ساقط و بالتالي المجلس لم يحكمنا بتسليمه هو إلا كما تبيح الضرورات المحظورات حتى تسّلم الإذن الرسمي الممهور بنعم من أصابعنا الوردية .
خدوا نفسكم .. نقول كمان : لو كانوا أصحاب لا فازوا كان كل ما نبنيه في الدولة القادمة باطل لأنه مطعون في دستوريته لأنه جاء تحت سلطة غير دستورية ( مين ح يدي الشرعيه لمين ) يعني بالمنطق دوران و بالبلدي : البيضه و اللا الفرخه الفرخه و اللا البيضه !
نقول كمان و اللا كفايه ؟
لا لسه فيه حاجه تانيه : أصحابنا العلمانيون و الليبراليون يعني مش عارفين ده ؟ هل الإخوان أعلم منهم مثلاً و هم من صدعونا بالثقافة و سنينها ؟
إذن لماذا يضحكون على الشعب الغلبان الذي لا يعرف وجع الدماغ ده و يقولون له : قل لا ؟ و نزلوا بثقلهم في الإعلام الذي هو ملك يمينهم و لا يخلوا منه بيت و يشاهده القائم و الجالس و النائم ؟
و لماذا الإخوان جريوا و قالوا للسلفيين إلحقوا ، و السلفيون ( اللي ما حيلتهمش غير كام قناة .. و المساجد !ـ من يصلي هذه الأيام فيها ؟ ـ ) قالوا : قولوا نعم !
ليس فقط لأن الدولة ستكون معرضة للانهيار لو حد محبِّكها من اللي بيفهموا قانون رفع دعوى عدم دستورية للشعب و الشورى و للدستور نفسه لو كان عُمل في عهد العسكري بعد اختيار لا ..
بل لأن الإخوان يعلمون ماذا يريد العلمانيون : نعم الانفراد بالدستور .. ليه ؟ و أين ذهب الإخوان و الإسلاميون ؟ لسه ما اتنفسوش .. و من على الساحة ؟ النخبة .. من هم النُّخبة في عهد مبارك ؟ طبعاً تعلمون ..
على الجهة المقابلة كان العلمانيون و الليبراليون يكادون يجنوا بعد أن صدمهم الشارع ب نعم !
فأخذوا يتقافزون : الدستور أولاً .. الدستور أولاً ..
طيب مبادئ حاكمة للدستور !
طيب وثيقة السلمي !
و ما كانت مليونية أبي جهل و أبي لهب كما أسماها المهندس المغوار ممدوح حمزة إلا ضد وثيقة السلمي و التي وافقت عليها الأحزاب و رفضها طبعاً الإسلاميون و بالمناسبة كانت تحوي وضعاً خاصاً للجيش !( مدنية .. مدنية ! )
ثم في اليوم التالي حدث ما حدث من اللهو الخفي !
و كل شوية و شوية : مش عارفة كام و تلاتين حزب و ائتلاف يجتمعون و يضعون الدستور ..
و على مدى السنة الماضية بأكملها لم نسمع سوى :الدستور .. الدستور .. ألفوها و لحنوها و غنوها !
ثم : كيف تقوم انتخابات في هذا الإنفلات الأمني ستحدث مجازر !
طب أجلوها لحد ما تستعد الأحزاب !
طب احكم انتَ يا مجلس سنتين لحد ما البلد تستقر!
و بعد الانتخابات : يسقط يسقط حكم العسكر !
و مظاهرات من تحت الأرض يستغلها اللهو الخفي لإيقاع قتلى الطرفين و : يكش تولع !
لا تفهموا خطأً أنني أتهم مثلاً العلمانيين أو قوى المجتمع المدني كما يُسمون أنفسهم !!
كل ما في الأمر أنهم يتخذون دور الطفل الشقي : فيها لاخفيها!!
لمَ كل هذا الهوس بالدستور قبل مجلس الشعب ؟
لأنهم يعلمون و يعلم العامة أمثالي أنه المنوط به الإعداد للدستور ..
كيف يتركون أعداءهم التقليديين (يكوشوا) عليه ؟
و لكن أعداءهم ، هم اختيار الوطن ..
"قال لأقتلنك "!
الآن و ببراءة الطفل الممسك ببندقية يصوبها نحوك و هو يعتقد أنها لعبة يقولون : البرلمان مالوش فيها !
و لو جئتهم بكل آية ما هم بمؤمنين !
يا عالم يا مثقفة : أكثر من 50% من دساتير الدنيا وضعها البرلمان ما تقروا الدراسات المنشورة و اللا ما عندكمش وصلة نت ؟
لاب توب ؟ ( وير لِس نت ) ! طب ما ماشيه معاكم أهه!
لا معلش دي مسألة لغة : انتخاب ، ح ينتخبوا نفسهم ؟
إذن فليشرح لي أحدكم لماذا كان حسني بيهز طوله و يروح ينتخب نفسه في دائرته ؟
و سمعت في بداية فتح باب الترشح أن أبا الفتوح قد عملَ توكيلاً لنفسه !
أصحاب مصالح ؟
إذن العامل سيعمل حساب مصلحته في الدستور ، و كذا الطبيب و كذا المحامي ، و كذا أنتم ، بلاش دستور و نفضها سيره أحسن!
الإسلاميون من جوّه المجلس ؛ الإسلاميون من برّه المجلس !
من داخل المجلس بنسبتهم بل أقلّ من قال أن النسبة الثلث و الثلثان ؟ أنتم أقل من هذا ! من خارج المجلس ينتحر الشعب يعني لأنكم لا يعجبكم دينه ؟
لحظه ! دعوني أقدم صكوك البراءة قبل انتهاء المقال :
يا اخوانا ( لأ .. بلا ش دي ! )
يا جماعه ( لا .. لا .. و لا دي !)
يا ناس و الله العظيم أنا لا إخوان و لا أعرفهم ( كشفت عند طبيبة عرفت أنها إخوانية ! ما هم مش من المريخ يعني ) و لا سلفية ! ( إذا كانت الكلمة تعني النقاب و اللحية ! )
و المصريون كلهم سلف و كلهم إخوة مسلمهم و مسيحيُّهم !
الجواب السابق رد على : هل سُقتِ المقال كله للدفاع عن الإخوان و اختياراتهم ؟
آه .. نسيت : عنوان المقال !
الدمور هو نوع قماش أبيض خشن كان يستخدمه الفلاحون في صناعة الملابس الداخلية و .. الأكفان !
الكستور هو قماش نمرة 2 بعد القطيفة عِدل يعني غالي ناعم سميك بكل الألوان الفرق بينه و بين القطيفة أنه ليست له وبرة .. كان يُستخدم في جهاز العرائس ..( و هذا على ما سمعت : إحنا بتوع القطن و الألياف الصناعية !)
سمعت من أحد من دولة أخرى أن من يرسل كتاباً عبر البريد يضعوه في جراب من قماش أشبه بالقطيفة ليحفظه ! هل هذا مُطبّق عندنا ؟ لا أعرف ..
على مدار العام الفائت قدمت المظاهرات العديد من الشباب إلى أهلهم في الأكفان !
هل ستقوم المظاهرات و يظفر اللهو الخفي بساحة تدريب على القنص جديدة ؟
أم ح نِكِنّ في مكتب و نكتب مستقبل بلدنا ثم نقبله أو نرفضه بإرادتنا الحرّة ؟
علينا أن نختار إذن ماذا سنُقدِّم لمصر في الأيام القادمة :
الشباب ملفوفاً في دمّور ؟
أم الدستور محفوظاً في كستور ؟؟
ـــــــــــــــــــــــــ
على الإخوان أن يقتدوا بالرسول في صلح الحديبية ! تنازلوا شوية لوجه الله ثم الوطن !
على النوبيين أن يهدأوا ليست المسألة بالأقاليم ! بعد كده ح ندخل في المدن و الأحياء!
لأنصار أبو إسماعيل : فتنتم الرجل ! و الدول لا تُقاد بالمستعرضين بل بالمستخْفِين !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق