الذبابة و الثور !

                         

                              الذبابة و الثور !

حين كنت في الصفوف الأولى الابتدائية درست ـ أو قُرئ لي لا أذكر ـ قصة مفادها أن ذبابة وقفت على قرن ثور فترة ثم حين طارت جاءت أمام الثور و شكرته على استراحتها على قرنه ؛ لكن الثور نظر لها في تجاهل و قال إنه حتى لم يشعر بها .

انتهت القصة ؛ و أنا أذكرها بالمعنى و ليس النص طبعاً ..

بعد انتهاء سماعي للقصة ظللت مشدوهة لفترة أتساءل في نفسي و أتعجب :

( يعني الحق عليها إللي شكرته ؟!! )  بدا لي موقف الثور شديد الكبر و رفضتُها نفسياً طبعاً ..

عندما تكبر و تبدأ في فهم الحياة تبدأ في فهم قصص مثل هذه !

ليست القصص وحدها بل المواقف أيضاً .. فأنت قد لا تفهم موقفاً في عمرٍ ما أو في حالةٍ ما فإذا ما تغيّر العمر أو تغيرت الحالة فهمت ..

سأتعرض هنا لأشياء في هذه القصة ..

أولها  أن من يقص على طفل أو يدرّس له شيئاً ما لابد أن يوضح له ما استغلق عليه دون انتظار حتى أن يسأله ، ففارق العمر و الهيبة قد يقف حائلاً دون تجرأ الطفل على السؤال .

ثانياً : أن من يتعرض للقصّ على طفل لابد أن يكون هو نفسه مدركاً لمغزى القصة لا حافظاً فقط .

ثالثاً ـ و على عكس التوصيات المعروفة ـ فإنني أرى أنه لابد ـ و هذه وجهة نظر شخصية لي ـ قلت لابد من المباشرة في القصة الموجهة للطفل حتى عمر 8 سنوات ..

بعد ذلك من الممكن البدء في ألاعيب الكتابة المعروفة .

نعود للقصة :

قد تبدو  غطرسة من الثور كما فهمتُ ذلك حينها ، لكن مع اتساع الإدراك سيكون التحليل كالتالي :

1 ـ الحشرة غير ذات الوزن جاءت ثم فرضت نفسها دون استئذان على من يفضُلُها في كل شيء .

2ـ اختارت الجلوس على مكان حاد تعلم مسبقاً أنه لن يشعر بها عليه ( وقوفها على جسده يستتبع غالباً أن تلاحق بكرابيج ذيله ).

3ـ أرادت بشكرها مساواة ذاتها التافهة به بجعله نِداّ ( صديقاً يُشكر ) .

4ـ ردُّ الثور عفويٌ و سليم أكد سواءً بقصدٍ أو بعدمه انتفاء قيمتها بوضعها في حجمها الحقيقي و إزالة حالة التضخم الوهمية التي أصابتها .

في النهاية الذبابة ذبابة و الثور ثور !

هنا نصل لتأفف حضراتكم المقبول ( فلقتينا ! و احنا مالنا ؟؟ ) 

و هذا ترجمته بالفصحى : ما مناسبة القصة ؟ !!

لـَهْ ! له ! له ! بقى بعد ( الزّنّ ) بتاع امبارح دا كله و مش عارفين المناسبة ؟

كده ح أديكم D  !

و قطعاً مني للطريق على خفيفي الظل الحلوين :

لا يا فكيك منك له : سيادة الرئيس برج الأسد !

و هو ما يستتبع مني تغيير رموز القصة ليصبح اسمها كالتالي : النحلة و الأسد !

أدينا خليناها نحلة حرصاً على إرضاء الجميع ..

لكن بما أننا بدأناها بحصة مطالعة ثم نقد ثم أخذتم تقدير بالإنجليش ..

إذن لابد أن ننهيها بحصة علوم !

و السؤال كالتالي :

اشرح شرحاً علمياً التغيُّر الذي يطرأ على كلا الجانبين في حالة  ما إذا قرصت نحلة الأسد !

سؤال المستوى الرفيع :

( واخد بال فضيلتك من التنكير و التعريف في السؤال ؟ إذن اذكر قيمته البلاغية .)

مع تمنياتنا للجميع بالتوفيق و النجاح !