بسم الله الرحمن الرحيم
هل تأخروا ؟
في نهاية فترة بوش و بداية سباق الرئاسة الأمريكاني ،قامت إسرائيل تبتكر الطرق لتطلق شرارة حربها على غزة ، و جاءت الهانم و التي تستحق وراثة لقب المرأة الحديدية من تاتشر في زمانها ، تتهادى في عاصمتنا و يسندها (بـِحِنـّيـّه) وزير خارجيتنا ( اللي ح يكسر رجل أي فلسطيني يفكر يعبر من غزّه لسينا ) ..
أكيد طبعاً !هناك فرق بين ( الأيادي البيضاء الملظلظه ) و الأرجل المتشققة من الانغراس في ( الطين) الذي ( أفلس ) و نفض يديه من غبار العرب الأشاوس المغاوير !
جاءت ( الفولاذية ) ذات العيون العسلية لتحمِّرها للعرب من فوق أنقاض (الشقيقة الكبرى ) التي تزوجها ثلاثين عاماً صاحب ( تشميتة العطسه الأولى في قصة علي بابا و الأربعين حرامي )
جاءت لتقول بكل وقاحة و تناحة و بجاحة عين كلمتها السوداء :
إنــــــــــفّ إز إنــــــــــفّ !!!
و يُسجَّل لها في التاريخ أنها أول عدو يعلن الحرب من ميكرفون عدوه و على أرضه ، فيما هو كما وصفه فيصل القاسم " و أخينا واقف جنبها متل النعجه " !!
لم تكن تلك العبارة محتاجة لدراسة علم دلالة ( دي حاجه بالمفهوميه كده ) !
لكن هم طبعاً يعرفون كيف ( يدللون ) على ما يملكون و ما لا يملكون :
ألا أونا .. ألا دوي .. ألا تريه ..
غزه لإسرائيل .. حد اتكلم ؟ حد نطق ؟
ألف مبروك !!!
وقتها كتبت أفكاراً لكاريكاتيرات على الحرب المهزلة ، ربما لو رسمتها الآن تِبَاعاً لما اختلف فيها شيء !
أما ما يجب أن أكتب فكرته هنا منها فهو التالي :
كاريكاتير :
مؤتمر صحفي لجائزة الأوسكار :
مُعلِن الجائزة يقف خلف المكتب و أمامه الميكرفونات و أحد الصحفيين يسأل :
ـ يا ترى إيه سبب إضافة جائزة :
( أغبى سيناريو مكرر ) للأوسكار و منحها لإسرائيل ؟
المُعلِن :
_ لأن لجنة منح الأوسكار لاحظت أن كل مرة أثناء الانتخابات الأمريكية أو في أثناء الزمن بين نهاية الولاية و بداية الولاية الجديدة ، إسرائيل تنفذ نفس سيناريو قتل الفلسطينيين و ( الــــــعــالــم بـرضــه بـيـتـفــــــرج ) !!!!
و أجد من المناسب هنا أن أختم بقصة كتبتها بعد انتخابات (بوش و جور ) !
" حتى آخر العمر "
جلس أمام التلفزيون يشاهد المحطات الفضائية :
نــشــرة الأخــبــار ..
[ روسيا تجتاح داغستان ..
روسيا تدخل الشيشان .. تقتل ..تجرح ..فرَّ الآلاف إلى أنغوشيا .. الخبراء يحذرون من كارثة إنسانية ]
ــ تمزَّقَ قلبه ــ ضغط زر جهاز التحكم عن بعد :
[ تشاهدون الآن الفيلم العربي :
مــــولـــــد يـا دنيــــــا ]
قضم سندويش اللانشون وأخذ يشاهد ..
انتهى الفيلم .. وانتهى آخر في الأسبوع الذي يليه ..
والذي يليه ...
نــــشــــرة الأخــبـــــار :
[ العراق تطرد المفتشين الدوليين .. استمرار العقوبات الدولية على العراق ..
المذابح في كوسوفو ...]
ــ تمزق قلبه ــ ضغط زر جهاز التحكم عن بعد:
[ والآن مع المسلسل العربي:
نــاس ولاد نــاس ]
أكل من المكسرات أمامه وشـاهـد ...انتهى المسلسل ....
نـــشـــرة الأخــبــار :.
الفلسطينيون والإسرائيليون .. واي بلانتيشين ..]
نـــشـــرة الأخــــبــــار :.
[ الفلسطينيون والإسرائيليون .. كامب ديفيد الثانية .... ]
نـــــشــــرة الأخـــــبــــار :.
[ آل جور أم بوش ؟ ماذا تحمل بطاقات الانتخاب من مفاجآت ؟ "..." مراسل محطة .. للأخبار ..
البرامج الحوارية : المحللون السياسيون ..
" السيئ الذي يأتي به بوش أفضل من الأسوأ الذي يأتي به جور " !
نــــــشــــــــرة الأخــــبـــار :
[ شارون يقتحم الحرم القدسي .. ]
نـــشــرة الأخــبــار :.
[ الانتفاضة تندلع ..
قتل اليوم .. جرح ....]
ــ تمزق قلبه ــ ضغط زر جهاز التحكم عن بعد :
[ الآن مع الفيلم التلفزيوني :
السيد كــاف ]
شرب العصير وشاهد ....
نـشــرة الأخــبــار :.
[ إسرائيل تضرب رام الله بالF 16 ..
محمد الدرة .. إيمان حجو ..]
ــ تمزق قلبه ــ ضغط زر جهاز التحكم عن بعد :
[ الآن مع أحلى ما لدينا من منوعات غنائية ... نبدؤها بكاظم الساهر :
زيديني عشقاً زيديني .. يا أحلى نوبات جنوني .. زيديني ]
سمعها وسمع سواها وأكل من الفاكهة التي تركها تحت صنبور الماء حتى انتهت الأغنية .. نسيــــها .. ـ لا بد أنها أصبحت نظيفة ـ
نـــشـــرة الأخـــبـــار :
[ عرفات محاصر بالدبابات
المظاهرات في كل مكان .... ]
نـــشـــرة الأخـــبـــار :
[ وفــــــــــــــاء ....... آيـــــــــــــــات الأخــــــــــــرس..]
ــ تمزق قلبه ــ ضغط زر جهاز التحكم عن بعد :
[ مع أغنية راغب علامة :
قللي أعمل إيه .. حبيبي.. وانت ترضى بإيه .... حبيبي ؟؟ ]
سمعها وسمع سواها وقضم سندويش التوست بالمربَّى ..
نــــشــــرة الأخـــــبـــــــار :
CNN
أمريكا أندر أتَّاك
11 سبتمبر
الحرب على الإرهاب
أمريكا تضرب أفغانستان في رمضان
القتلى .... الجرحى ..... اللاجئون .....]
ــ تمزق قلبه ــ ضغط زر جهاز التحكم عن بعد ....
[مع أغنية محمد الحلو
على إيه ناويلي ..... يا ساقيني ..... ويلي ؟؟ ]
تنتن معه .. وقضم سندويش الجبن الذي أعدَّه لنفسه ..
وعلى بُعدٍ بعيدٍ جداً .. ضغط أحدهم زرَّ جهاز التحكم عن بُعد ..
وعلى قربٍ قريبٍ جداً ، كان جاره يرتعد وهو يطالع ال CNN :
أمريكا تعترف بسقوط صاروخ عن طريق الخطأ على مصر !
نـــشــــرة الأخـــبــــار :
مصر تلجأ إلى مجلس الأمن ..
نــشــرة الأخـــبـــار :
[.............
كم كان يود أن يسمعها.. ولكن للأسف :
ــــ تــــَمَـــــزَّقَ قـَـــــلْــــــبـُـــــه ـــ ! ! !
ـــــــــــــــــــــــ
القصة السابقة من بداياتي .. " يعني خِفّوا عليّ الله يخليكم "
طبعاً قفشت .. لأ .. و على مين ؟
على المذيع الألمعي و الصحفي متين العبارة الأستاذ محمد موافي قرأت مقاله عن الشام و فيه يقول : و وصلني أمس بريداً ..
و الصواب طبعاً وصلني أمس بريدٌ فالكلمة هنا فاعل وصلني ..
و في مقاله ما هكذا تورد الإبل 2 يقول : الذي يبين ملاحيظ مهمة ألخصها فيما يلي .
و نحن نقول له :
فَاعَلَ يُفاعِلُ مُفَاعَلَةً و هي مَفاعِل و ليست مفاعيل !
يعني مثلاً : سامرَ يُسامر مُسامرةً و هي مَسامِر و ليست قطعاً : مسامير!
يعني : لاحظ يُلاحظ ملاحظةً و هي مَلاحِظ و ليست ملاحيظ !
و بعدين إيه اللي جابرك يعني مافيش ملاحظات و لا ملحوظات مثلاً ؟
و طبعاً سيرتجف قلمي هنا و أنا أقول لأستاذنا الكبير مصطفى رجب أن كبرى بالألف المقصورة و ليست بالتاء المربوطة لكن أنتم طبعاً تعرفون سحر التاء المربوطة على القلم !
وسؤال بسيط أليس جمع قفا أقفية و ليس أقفاء ؟
و طبعاً سأفِرّ قبل أن يقفش عليّ " بعروراً " أو " طشّة " خصوصاً أن المطبخ من صميم تخصصي !
لكن لا يسعني إنهاء الكلام قبل أن أعرف الفضل لأهله :
أما العلاّمة الكبير مصطفى رجب فيكفيه اسمه و خفة ظلّ قلمه .
و أما الأستاذ محمد فما إن تبدأ بقراءة مقاله حتى يأخذ بخنّاقك حتى تلفظ آخر أنفاسك مع آخر لفظٍ فيه ثم تتَشهد و تصرخ بكلمة المذيع الرياضي الخالده : يا نهار أبيض ! معقول خلصته قراءه؟ لكنك في الحقيقة ستعود إليه ثانيةً تتأمل هذا المثل و تلك الحكمة و هذه النصف قصة و تلك الشّطرة من البيت لتكتشف في النهاية أنه تركك صريع قراءته للأدب العربي و جهلك أنت به تحدث نفسك : يا ترى يا هل ترى :إيه معنى دي؟ طب و حكاية دي ؟ طب و تكملة البيت ده ؟ طب مين اللي قاله و إمته و فين ؟
أما " ملاحيظ " دي فتلاقيها جات تبع "ضرس الفرزدق " !
و إذ استنتجتَ أنه فرزدق " المصريون " فستجد بها أقصى اليمين جريرين و أخطل ..
و إذ " مصّختُها " بلهجة أهل الجنوب فأنا أعِد بأني سأخِفّ " ملاحيظي " اليومين الجايين عن " المصريون " و سأنتقل للمعادل الموضوعي للون الأزرق ..
أظن عرفتم على من ستكون المقالة القادمة !
صح كده ! هيّ دي !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق