لعلي أبلغ الأسباب !
كان السؤال في المقال قبل السابق هو : في نظرك ما هو أعلى تقدير يحصل عليه الطالب في حياته ؟
و كانت الإجابة ـ في نظري ـ في المقال السابق هي : (ض) .
إنها اللغة !
و عليه أقترح أن يُغيّر رمز تقدير ضعيف من (ض) إلى (ف) حتى يصبح الطالب الضعيف ( فانتستك) !
و اتركوا لنا ( ض) فلا أرفع و لا أغلى منها !
فبالمسميات ميّز الله آدم عن الملائكة "قال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين"
و آدم عليه السلام خُلِقَ بكلمة !
و عيسى عليه السلام كلمة !
و أتعب الكلامُ سيدنا موسى عليه السلام "و احلل عقدةً من لساني" فمَنّ الله عليه :
"و إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي " "و كلّمَ الله موسى تكليما "
و بالكلمة تشكلت السماوات و الأرض بعد أن كانتا دخاناً "فقال لها و للأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين "
و بالكلمة فقدت النار إحراقها "قلنا يا نار كوني برداً و سلاماً على إبراهيم "
و بالكلمة دعا أبو الأنبياء و ابنُه النبي "و ابعث فيهم رسولاً منهم" فكانت دعوتهما خاتم الأنبياء ، و كانت معجزته الكلمة .
و الكلمة برهان ..و الكلمة نور ..
لكنّ بعض الكلمات قبور !
بها أخرج إبليس آدم و زوجه من الجنة "قال هل أدلكما على شجرة الخلد و ملكٍ لا يبلى " !
و بها جادل قوم نوحٍ نبيّهم ألف سنةٍ إلا خمسين عاماً "قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا" و جادله ابنه حتى حال بينهما الموج فكان من المُغرقين !
و بها استخفّ فرعونُ قومه فأطاعوه " وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي" "قال يا قوم أليس لي ملك مصر و هذه الأنهار تجري من تحتي " !
و بها تاه على النبي أمام أتباعه " أم أنا خيرٌ من هذا الذي هو مَهين و لا يكاد يُبين "!
و بالكلمة افترى اليهود على مريم بهتاناً عظيما !
و بالكلمة اجترءوا على الله غُلّت أيديهم و لُعنوا بما قالوا !
و بالكلمة قالوا راعنا و سحبوا اللام من السلام !
و بسحر الكلمة بُهت كفار مكة فقالوا عن الرسول كاهن بل شاعر بل مجنون !
و بالكلمة قال من فكّر و قدّر "إن هذا إلا سحرٌ يؤثر" قتل كيف قدّر ثم قُتِلَ كيف قدّر !
و بالكلمة كان يقوم الحجاج خطيباً في الجند إن تذمروا فما يلبثوا بعد أن سمعوه أن يضربوا الكعبة بالمنجنيق !!
و بالكلمة افتُريت الحروب الصليبية !
و بالكلمة ضُيِّعت فلسطين ؛عطاءَ من لا يملك لمن لا يستحق !
و بالكلمة قامَ ذو الشارب القصير يقول :العرق الآريّ حتى هيّجَ العاقل قبل المجنون ، فأذاق الملايين طعم المنون !
و بالكلمة يلقيها مندوب أيٍّ من الخمس دول يُوقِفُ تنفيذَ الحقوق و يُهدرُ الدماء لأن أصحابها ليسوا من أهل كلمته !
و بالكلمة وقفَ المقذوف بالحذاء يقول بكل صلفٍ و عنجهية : من ليس معي فهو ضدي ! و : فلتكنْ حرباً صليبية !
و بالكلمة يُصبح المُقاوِم إرهابياً و يُصبحُ القاتل المحتلُّ مدافعاً عن نفسه !
و بالكلمة أطعمتنا البقرةُ الضاحكة الهواء ثلاثين عاماً ثم اكتشفنا أن حتى هذا كان مُلوَّثاً !
و بالكلمة أمرناه بالرحيل ..
و بالكلمة خلعناه ..
و بالكلمات أضعنا كل هذا الوقت في الخصومة و اللدد !
(إنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم يكون ألحن بحجته من بعض؛ فأقضي له بنحوٍ مما أسمع، فمن قضيت له بحق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار فليأخذها أو ليدعها)
الرسول نفسه لا يقضِي بالنوايا و إنما بالحجة ، و الحجة إما صادقةٌ أو كاذبة ..
و اللسان يقلب الحقائق !
و إنّا نباشرُ السنينَ الخدّاعات ؛ فيها يُكذّب الصادق و يُصدق الكاذب ..
فإلى مَن ستُميل الأُذن ؟
و قد أصبحنا قاب قوسين أو أدنى ؟؟
( لازم حازم ) !
أرى أتباع حازم لا زالوا ينافحون عنه و يبسطون ألسنتهم لكل من سواه !
أما كفتهُم العباسيةُ العلمَ به ؟
أما كان قادراً على إعادة من ذهب هناك ؟ أحقاً كان رافضاً وجودَهم هناك ؟
أحقاً أمرهم بالعودة ؟ متى ؟ أين ؟ كيف ؟
إذن لندّعي أنه فعل ؛ أيُّ رئيسٍ هذا الذي لا يملك حكمَ بضعة آلافٍ من أتباعه و محبيه ؟! ثم هو يرغب أن يحكم الملايين !
ألم يكن داعية؟
أليس للداعية نصيبٌ من البلاغة ؟ أليسَ حريصاً على الناس باختلاف مشاربهم ؟ ألم يكن طالباً للزعامة ؟
أيُّ رجل دينٍ هذا الذي يقول : أقول لأتباعي ارجعوا و سواهم ليس لي سلطان عليهم ؟
أمِنَ البلاغة و الدين النُّصح لجزءٍ دون جزء ؟ أيريد الزعامةَ ثمّ يتخلى عنها ؟ أيقول اتبعوني أنتم أما أنتم فلا شأن لي بكم !!
أهذا من كان يريد حكم مصر ؟؟
ثم انظروا تصرفه في موضوعٍ يمسه هو نفسه و أمه ..
أوَ مثل هذا يُمجُّ فيه الكلام و يُطال الوقت ؟ أم يُحسم بكلماتٍ و بفعلٍ قاطع ؟
ألديه ما يُسمى بالجرين كارد ثم هو يخفيها كما يقول ليصل التقاضي إلى مرحلة لا أعرف ماذا !!
الناس تموت و تُسفك دماؤها و هو يُخفي قصاصة ورق كانت ستعصمها ؟!!
ثم لا تزالون تقولون : حازم !!!
أكان حازماً حقاً ؟
أيهذر الآن كما يقول و يطلب انتخابه بورقة مع الانتخابات !
أيبلغ حبُّ النفسِ إهدارَ الأنفس و الأصوات و تضييع البلاد ؟
أوَ هذا موضع الهذر ؟
ما بال أنصاره يغطّون أعينهم و الشمس في رابعة النهار؟؟
أإنكاركم لها أغْربَها ؟
بل إن افترضتم حتى أنه كيد له ؛ أوَ تُهلك البلاد و العباد من أجل الزعيم القائد الملهم ؟
أما أبانَ له إلهامهُ تضحيات العظماء لإحياء شعوبهم ؟
أيتوارى القائد حين المعمعة ثم إذا انتهت ظهرَ فأكثرَ (الجعجعة) !!
و (أسمع جعجعةً ولا أرى طحناً ) !
ما انطحن إلا من ذهب ينصره لوجه الله ، فما أخلصَ لهم النصح ، و إخلاصُ النصح هنا ما كان إلا بمنعهم بداءة ، فلما ذهبوا كان بصرفهم و لو بمخاصمتهم ـ أما له من دلالٍ عليهم ؟ ـ
أما أفتاكم قلبكم بشيءٍ من هذا ؟
أم على قلوبٍ أقفالها ؟؟
ثم ( الإخوان المسلمون ) !
أفَصلتم أخوّتكم عن باقي المسلمين ؟
فما بالكم ما رضيتم بسواكم بدلا ؟ و رغبتم فيمن يعذبكم ؟
و آفة الرأي الهوى ، و كنتم ممن اتخذ إلهه هواه فأضله !
يقول ابن المقفع في الأدب الصغير :
العُجبُ آفة العقل ، و اللجاجةُ قَعُودُ الهوى ، و البخل لقاح الحرص ، و المِراء فساد اللسان ، و الحميّة سبب الجهل ، و الأنَفُ توأم السفه ، و المنافسةُ أخت العداوة .
و يقول المثل ( السعيد من وُعِظَ بغيره ) !
فما بالكم بنفسه ؟؟
أما كان لكم في حازم آية ؟ ثم في جمعية الدستور ؟ ثم فيما سدّوا به حلوقكم في التغيير الوزاريّ من (هولزٍ) لاذع !!
حتى و إن كنتم صواباً .. بل و حتى إن كنتم تتمثّلون الدين فقد قال سُهيل بن عمرو حين كتابة وثيقة الصلح في بسم الله الرحمن الرحيم :
أما الرحمن ، فما أدري ما هو ؟ ولكن اكتب : باسمك اللهم كما كنت تكتب . فقال المسلمون : والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال صلى الله عليه وسلم : اكتب : باسمك اللهم "
و قول الرسول لعائشة رضي الله عنها " لولا حداثة عهد قومك بالكفر لنقضت الكعبة ولجعلتها على أساس إبراهيم.."
ثم مِن "و أنذر عشيرتك الأقربين " حتى " و اصدع بما تؤمر "
و في قنديل أم هاشم ما شفى فاطمة من العمى العلمُ بل الوهم !
و قبلَ المشاريع تُقدم دراسة الجدوى ؛ و لا جدوى مما أنتم فيه !
و عبثاً تنفقون !
و قد تحولتم ل( هَتِّيفه ) !
و نفيتم عن أنفسكم صفة الحزب الوطني حتى ألصقتموها بأيديكم !!
و ( اللي ما يشوفش من الغربال يبقى أعمى ) !
و مصر تكابد منذ الثورة ، و تدوي في أذنها مذمّتُكم من كل وسائل الإعلام ليل نهار و ( الدوي على الودان أمرّ من السحر ) !
و مصر ليست جماعتكم بل و حتى جماعتكم ما عدتم تضمنون أصواتهم !
و ( نص العمى و لا العمى كله ) !
ارضوا بما قُسم لكم و صونوه حتى لا تفقدوه ؛ فنيّتكم الحسنة لا يراها سواكم !
فلا تكونوا من الذين عَموا و صمّوا ثم عموا و صموا !!
و لا يوضع كل البيض في سلة واحدة ..
و ( القفّه أم ودنين يشيلوها اتنين )
و (إيد واحدة ما تسقفش )
و لا تكونوا كأصحاب السفينة لا تريدون أن تمروا على من فوقكم فذهبتم تخرقون خرقاً لتستقوا !
اتقوا الله و لا تُغرقوا سفينة مصر و تفتتوا الأصوات فيظفر بها من سالت الدماء للفرار منه !
اتقوا الله فما يصلُحُ لها مرسي !
و قد رد الرسول صلى الله عليه و سلم طلب أبي ذر رضي الله عنه للإمارة ..
فما ذا قدحَ فيه و لا نقص بإيمانَه ..
اتقوا الله و لا تُهدروا كل تلك الأصوات هباءً !
من تواضع لله رفعه ، و ( الحرصُ مَحْرَمة ) !
أما لو إنكم ستحرمون أنفسكم فقط لما همّنا و لكنكم ستحرمون مصر الحرية التي نشدتها و ستعُقّون أمَّكم و قد حمَلتكم وهناً على وهن ٍ و ما نراكم تجازونها إلا ( الأف)!
"يا غلام سمِّ الله و كل بيمينك و كل مما يليك " !
و ( اللي ياكل و حده يزْوَر ) !
و هل ستُدعَون إلى طعامٍ بعد ذلك و قد أُلبستم ثوبَ أشعب ؟
فلا تصموا آذانكم و تغمضوا عيونكم و تسدوا أنوفكم عن الدخان حتى يقتلكم و ( لو كان ذا حيلةٍ لتحوّل ) فتحولوا عنه قبل أن يخنقكم ،و احتالوا لنجاتكم و انظروا صورتكم في عيون الناس و لا تقفوا فقط أمام مرآتكم ، و إن كنتم صبرتم صبر الجمل ؛ فلا تكونوا مثله في المثل الشعبي ( الجمل يقوم و يدفع لورا ، و يشوف عيوب الناس و عيبه ما يرى )!
أنتم ترجعون للخلف حتى تقوموا ! و تنظرون أمامكم فقط فترون عيوب الناس و لا ترون الحدب على ظهركم !
أما ترون في سواكم ما تتشدقون به ؟ أما رأيتم أبا الفتوح و العوّا ؟
أحقاً قلتم لو كانت الإعادة بين أبي الفتوح و سواه لما أعطيتموه أصواتكم ؟
ما هذا ؟! أين إسلامكم ؟ أهوَ ( و يُشهد الله على ما في قلبه و هو ألد الخصام ) ؟!
و ماله العوّا ؟ أليس أقوى ممن تقدمون ؟ أتشهدون بسوى ذلك ؟ ستُكتب شهادتكم و تُسئلون !
أم تكتمون الشهادة ؟ و من يكتمها فإنه آثمٌ قلبه !
أستبدلتم أخوة الجماعة بأخوة الإسلام ؟
أوَ أعجبتكم كثرتكم ؟ فلن تغني عنكم و لا عنا شيئاً !
فاتقوا الله و كونوا عضواً من الجسد حتى تُلبَسُوا ثوبَه و لا تأكلُكم الآفة فتُبتروا !
"ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم"
و ما تظلمون أحداً قدرَ ما تظلمون أنفسكم فلا تكونوا كالذي ( جه يكحّلها عماها !)
أراد أقصى الجمال فانتهى إلى أقصى القبح !
و ( انصح صاحبك من الصبح للعصر و بقية النهار غِشُّه !) لكننا لن نغشكم : لو أفلت الأمر و وصل لمن قامت الثورة عليهم ؛ لمَا رحِمكم الناس و لا التاريخ ، و لا حتى الفائزُ بها ! فيا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين ، و عودوا لما وعدتم علّ مكانتكم عند الناس تعود ! اسحبوا من ستتفتت الأصواتُ بسببه و ضمُّوها لمن يستحق و لا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوّةٍ أنكاثاً !
و أنتم يا أصحاب ( الله حيّ .. الله حيّ )
الله حي ! فعلامَ تختارون الأموات لحكمكم ؟
أشيخُ الطريقة أولى بالطاعة أم رب الخليقة ؟
مدد مدد يا من لا والد له و لا ولد ..
( اللهم إني أسألك بنور وجهه الله العظيم ، الذي ملأ أركان عرش الله العظيم ، و قامت به عوالم الله العظيم ، أن تصلي على مولانا محمد ذي القدر العظيم ، و على آل نبي الله العظيم ، بقدر عظمة ذات الله العظيم ، في كل لمحةٍ و نفَسٍ عدد ما في علم الله العظيم ، صلاةً دائمةً بدوام الله العظيم ، تعظيماً لحقك يا مولانا يا محمد يا ذا الخلق العظيم ،و سلم عليه و على آله مثل ذلك ، و اجمع بيني و بينه كما جمعت بين الروح و النفس ظاهراً و باطناً يقظةً و مناماً و اجعله يا رب روحاً لذاتي من جميع الوجوه في الدنيا قبل الآخرة يا عظيم )
و أن تهدي كل من قرأها لما تحب و ترضى يا عظيم !
ثم ماذا عن النخبة ؟ و قد ذهبت تنتخب الماضي !
و رحتم تبحثون عن صنم العجوة حتى تأكلوه !
أما اكتفيتم من الناصرية و الاشتراكيه ؟
أما شبعتم منها كل هذا العمر ؟
أيموت المنهج في العالم بأسره ؛ فتجمعون الرفات و تنتظرون أن تضربوه ببعضها فيحيا ؟
أتستسيغون المتردية و النطيحة و ما أكل السبع و قد صدّعتم رءوسنا بالحداثة و ما بعدها و البنيوية و الشكلية ؛ ثم إذا باطنكم الدادية !!
رجعيون .. رجعيون ! فإذا أنتم خلفيون !!
ظلاميون .. ظلاميون ! ثم إذا بكم ترجعون وراءكم لتلتمسوا نورا!
ليه ؟
واحد مننا !
طب و أبو الفتوح لأ .. و العوّا لأ ؟
و لاّ الإسلام هوّ اللي مش مننا ؟؟
مالكم ؟؟ دا لو كانت الاشتراكيه تِفّاح و الواحد طول عمره بياكل تفاح ـ على رأي سي عمر ـ مش ح تهِفُّه نفسه يوم على الخيار ؟
دا حتى الخضار هوّ الوجبه الأساسيه و الفاكهه تحْلِيَه !
و احنا ـ الحمد لله ـ حليّنا بقّنا لحد ما جالنا السكر!
ما تعرفوش إن التفاحه هيّ اللي خرّجت آدم من الجنه ؟
محمّرينها ليه ؟ ما تجربوا الأخضر شويه !
دا حتى الخَضَار لون الشجر ، و لولا الشجر ما كان الثمر ، و النبات رئة العالم ، سيبونا نتنفِّس شويّه .. و لو ما عجبكمش ابقوا ادخلوا من خرم الأوزون !
الله يخليكم ! الله يهديكم !
لأ .. لأ .. مش أنا اللي واقفه على باب السّيده ! لكن ممكن أروح أعد لكم الواقفين زادوا قد إيه !
و مش عشان نقعّدهم نوقّف بقية الشعب على باب الله !
الله قسم بيننا معيشتنا في الحياة الدنيا و رفع بعضنا فوق بعض درجات ليتخذ بعضنا بعضاً سخريا ، و كلٌّ ميسّرٌ لما خُلِقَ له ..
و ( لو انتَ أمير و أنا أمير ..مين اللي ح يسوق الحمير ؟)
و المسيحيين معاكم في الليلة دي ؟!
مخاصمين المرشحين الإسلاميين ليه يا اخوانا ؟
عارفين مين حمى كلام البابا في مسألة الزواج الثاني بعد ما حكمت المحكمه ضده ؟
البند الثاني بتاع الشريعه الإسلاميه اللي مش عاجبكم !
و من الذي حمى بقاءَكم على دينكم حتى يومنا هذا سوى الإسلام ؟
انظروا إلى أسبانيا و عُدّوا المسلمين فيها !ثم أخبرونا ماذا جرى لثمانية عقود من مسمى الأندلس ؟
فعَلامَ تفصلون أنفسكم عن الإسلاميين ؟ و أنتم دماؤكم دماؤنا ؛ و انظروا ملامحَكم و ملامحنا ؛ فإن فصلتم المسلم من المسيحيّ فلكم حينها حق الكلام !
و قد دخل المسلمون بأربعة آلاف فهزموا من كانوا يطعمونكم للأسود !
فعلامَ الخوف و ممَّ ؟ ، و أنتم في أعناقنا و الذمه ؟
و انزعوا عمة القس و ضعوا الطاقيه ، و انظروا إن اختلف عن السلفيّ أبي جلابيه !
ثم يا معشر متبعي السلف الصالح !
سكتّم .. سكتّم ثم لما نطقتم تلعثمتم ؟!!
علامَ تدعمون الطبيب و المهندس ؟ و تتركون العالِم َ الخطيب ، الأريب اللبيب ، القانونيّ الدستوريّ ، صاحب العقل الراجح و البلاغة المبهرة و الحُجّة الظاهرة ؟
بأي شيءٍ اخترتم أبا الفتوح و هو يتقلّبُ في المسوح ؟
أما سمعتم كلام أبي الفتوح هو و صباحي عن نائبٍ مسيحيٍّ أو امرأة ؟ هل أصبح الاختيار بالعنصرية و الطائفية و ليس بالكفاءة ؟
أتختارون من يفتت الأمة و يجعل أهلها شيعاً لإرضاء من يدوي على أذنه بالاستضعاف زوراً ؟
آلإسلامُ أمره بذلك ؟
لا يُساند الشيء و ضده و لا يكون المرءُ مذبذباً لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء !
والوسطية تعني الوسطية فعلاً ، تعني القوة في الموازنة ، لا تعني إرضاء هؤلاء فإن غضب الآخرون أرضاهم ! هل ستُخلع كتفاه شداً و جذباً فنُلفي أنفسنا في نفس حالة الميوعة و الخفّة ؟
ألا فالهُوِيّةَ الهُوية !
و لا يغرّنّكم كذب الإعلام على العوّا في المسألة الإيرانية !
و ما قاله فيها قاله كل المرشحون حتى مُرشّحُكم !
بل هو أحرص و أوعى في هذه من سواه فما هو ممن يترك الأمور على عواهنها بل
هو يقطُرُ انضباطاً !
فما بالكم تركتم الجوهر و رحتم للمظهر ؟
و راقبتم الناس فمتمّ همّاً حتى رأيتم ( الموت مع الجماعه رحمه ) !
و اندمجتم حتى ذبتم !
و تركتم الصريح و رحتم للكناية لا بل التورية !
أما ترون أنه سيجِدُّ في المخالفة حتى يُظهِرَ لسواكم الحياد ؟
و من يُرضي العباد على وجه الأرض ؟
ثم لمن أيّد منكم صاحبَ الإخوان : هم أرادوا خيراً في المرحلة الانتقالية ، و لو تُرِكوا لفاز منهم الشعب بمصلحة ؛ لكن هل تُركوا ؟؟ إذن اتعِظوا ! و هادِنوا و سايروا الركب و لا تكونوا كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهنها ، فإنما هي مسألة واضحةٌ وضوح واحد + واحد = اثنين !
اثنين لا واحد ! البلاد فيها اثنين !
و الرسول ما دعا ربه على أهل مكة يوم الحديبية و قاتلهم ! إذن لكان استجاب و لَفُتِحت حينها ! إنما نزل عن الحق الواضح لما يراه سواه حقاً و تلاقوا في المنتصف و كان الصلح! ثم كان مُجحفاً ! ثم ماذا ؟ الصبر مفتاح الفرج ! و ( طولة العمر تبلّغ الأمل ) و الله خلق الدنيا في ستة أيام و كان قادراً أن يخلقها بـ " كُن " !
و ماذا عن مشروع النهضة ؟ هو مشروع جماعة و هو مشروع ثمانين سنة ، و مشروعه قام به هو ربما ثلاثين عاماً ، أيعدِل الفردُ الجماعة ؟ أتعدِلُ الثلاثون الثمانون ؟
ترك رسول الله زوجه تسبح صباحاً و عاد و هي كذلك فأرشدها إلى كلماتٍ عدلت كل ذلك!
مشروعه فكريٌّ يؤصل و يُقعِّد ثم إذا نُشرَ غطى و أظلّ كرمز مظلته ، مشروعهم مُفصّلٌ لكن على قدر من ؟ لا يُفصّل بدون (باترون ) و لا يُبنى بدون رسمٍ هندسيّ ،و أُصِّلَ الفقهُ ثم تفرعت الفروع و ( كلُّ أُصوليٍّ فقيه و لا عكس ) !
ألا فارجعوا إلى كتابكم الذي فيه تدرسون و ببلاغته فاهتدوا !
و للبليغ الخطيب اعقِدوا !
"وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا "
و اسمعوا للأدب الصغير أنتم أيضاً :
(و أما التثبت و التخيّر ، فإن الطلب لا ينفع إلا معه و به ، فكم من طالب رشدٍ وجده و الغيَّ معاً ، فاصطفى منهما الذي هرب منه ! و ألغى الذي إليه سعى ! فإذا الطالبُ يحوي غيرَ ما يُريد ـ و هو لا يشكُّ بالظفر ـ ! فما أحَقّهُ بشدة التّبَيُّن و حُسن الابتغاء ! )
و يا أهلَنا الطيبين الكِرام !
( أحمد هوّ الحج أحمد ) !
و اللي صبّار طول عُمره .. ما ح يطرحش ورد في آخره !!
و اذهبوا فلملِموا رُفات أبنائكم من بلاد غربتهم ، و اجمعوا بقايا عِظامهم من بطون قروش البحار ، و عانقوا الهواء علّ الريح تلفحكم برماد الأحبة المحترقين ، ثم خففوا الوطء فما نرى أديم الأرض إلا من أجساد أصحاب السرطان و الكُلى و الكبد ،ثم إذا انتهيتم إلى مقر انتخابكم فانظروا من يُطلُّ عليكم من ورقة الانتخاب و قد اصطبغت صورته بلون دماء شبابٍ جادَ بها حتى يُجاد عليكم بهذه الوقفة ، ثم اذكروا مثَلَ آبائكم ( اللي ما يخافش من ربنا خاف منه ) فخافوا ثم خافوا ثم أمِّنوا أنفسكم و أهليكم و بلادكم ببصمة إصبع !
و يا كل من سيُعطي صوته لبقية المرشحين !
لايُملأ الفنطاس بكأسٍ أو اثنين !
فعلامَ ترمون مياهكم في قحلٍ فيجِفّ و ما سَقَتْ زَرْعَة ؟
يدُ الله مع الجماعة ، فانظروا أين تضعون بذرتكم حتى تجنوا ثمرتكم ، فلا تَحرِموا و لا تُحرَمُوا !
و ختاما ً !
أتروني لعِبتُ على كل الحِبال ؟
و الحبل هو السبب
و أسبابُ مَن هذه ؟
أوليست أسبابَ مصر ؟
ألا فاجمعوها و شدوا الأوتاد ثم أقيموا العمود من شجرةٍ مباركةٍ لا شرقيّةٍ و لا غربية تنبتُ بالدهن و صبغٍ للآكلين ..
اللهم أطعمنا فقد طال جوع الجائعين ، و صمنا دهراً و هذي أيادي الصائمين ، اللهم يا مجيب دعوة المضطرين ، آنس عيوننا بهلال العيد يا خير المؤنسيـــــــن ، و اغفر اللهم لمن قال : آمـــــــــــيـــــن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق