فرصة !!
نعم .. اصرخ داخل كمامتك .. اصرخ أكثر ..
كم صرختُ من أعماق نفسي و لم يسمعني أحد !!
اصرخ الآن .. اصرخ اليوم فقط .. لقد صرختُ سبعاً و عشرين سنة من القهر .. قهري منك !!
اليوم أنا القاهر و أنت المقهور ..
ماذا يساوي اليوم فقط في كل تلك السنين ؟
و تتألم مما أفعل بك ؟ إنه ألم الجسد ..
انظر إلى نفسي ماذا حلَّ بها ..
بسببك أنت ..
أنت !! من أنت ؟؟ أنت لا شيء .. لست سوى حشرةٍ وضيعة و ضعها القدر بجواري لكي تنغِّص عليَّ عيشتي كل ذلك العمر ..
اليوم أنا أصنع القدر .. قدرَك أنت ..
لقد صنعتَهُ لي سبعاً و عشرين سنة ..
نغَّصته طفلاً و صبياً و شاباً !
حتى ولادتك عيروني بها !!
أم قاسم ولدت في البيت على السرير ، نزل هادئاً بعد أربع طلقات ..
أما أنت فعذبت أمك يومين و ليلة ، و لم تلد إلا في المستشفى على يد ثلاثة أطباء ، و اضطروا بعدها لإزالة الرحم الذي مزقتَه ..
أعلمُ لمَ لمْ أكن أريد الخروج .. لابد أني كنتُ أشعر بما سيعذبني بقية عمري :
قاسم جلس قبلك .. قاسم زحف قبلك .. قاسم مشى قبلك .. قاسم تكلم قبلك .. قاسم نظيف و أنت بقيت تبلل فراشك حتى الثانية عشرة !!
اسمع ماذا قال الأستاذ لقاسم ..
قاسم الأول على المدرسة ..
و ماذا لو كان هذا " الزفت " الأول و أنا الرابع أو الخامس ؟ ألستُ مجتهداً ؟ ألم أكن ذكياً ؟!
لا .. قاسم هادئ و أنت مشاغب ..
مشاغب !! ماذا تعرفون عن الشغب ؟
لم تروا شيئاً مما فعلت .. و لن تروا شيئاً مما أفعل الآن ..
لا يعرفون من وضع الحجر في المكان الذي يمشي فيه والد قاسم ليلاً لكي تنكسر رجله و يخرج قاسم من الجامعة ليعمل بدلاً عنه ..
تباً لك !! كيف عملت و درست و نجحت في نفس الوقت ؟! كيف أصبحتَ صيدلانياً و أنا مجرد خريج تجارة عاطل كسائر العاطلين ؟!!
أنا يا " كلب " ترفضني و تقول أن أختك هي التي لم تقبل ؟؟
آه .. تلك الحمقاء ! ما كانت لتفلت من يدي لولا زواجها بذلك المهرج الذي أخذها معه إلى لندن ..
تباً لك و لأختك ، و لأبيك و أمك !
اصــــــــرخ ... اصــــــــــــــــــرخ ...
هل تريد أن تعرف من يعذبك ؟ سأبقى صامتاً ، لكي يكون هذا عذاباً فوق عذابك .. لن تموت و أنت تشعر أنك أفضل مني !
اصــــــــــرخ ...
هل كنتَ وسيماً يا قاسم ؟!
أكنتَ كذلك ؟ أنت قبيحٌ دائماً ... لكن الفتيات كن عمياواتٍ دائماً !!
اصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرخ ..
اصـــــــــــــــــــرخ ..
هل ضاقت الدنيا عليك ؟ هل انتهت جميع فتيات حواء ؟؟
تترك كل المتحلقات حولك لتخطِب الفتاة الوحيدة التي رغبتها بكل حواسي .. أيها النذل التافه ؟
غداً لن تجدَك .. لن تجد سواي يمُد لها يده ليداوي جراحها و يحميها في هذه المعمعة !!
لا تجد الفتيات اليوم رجلاً يطلب يدها للزواج ! لكني سأتنازل و أتزوجها .. أما حسابها هي معي فسيكون لاحقاً حين أملُّ منها ..
و ها قد مللتُ منك .. كان لابد أن أنزع كمامتك لكي أتركك ترجوني أن أرحمك و أقتلك ..
لكن لا بأس الوقت يداهمني .. لابد أن أنهي خطتي قبل الصباح .. الــــــــــــــوداع يا رفــــيــــــق العــمــر ...
آآه ... يومٌ جديد ليس فيه قاسم ..
كم أشعر بارتياح .. لم أشعر أني نمت كل هذا الوقت حتى الغروب !
أين طبق المكسرات .. أين جهاز التحكم عن بعد ؟ أين النشرة ؟
ـــ و لا يزال القتال مستمراً في الفالوجة حتى الآن ..
ـــ تم العثور اليوم على جثة في حي الرمادي لشاب في العشرينات معصوبة العينين مصابة برصاصة في الرأس و عليها آثار تعذيب شديد !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق