الرجل الثاني !
ما حكاية الرجل الثاني مع مصر ؟
عبد الناصر : الرجل الثاني بعد نجيب ، السادات الرجل الثاني بعد عبد الناصر ( بعد أن خلع الرجل الثاني الأصلي عبد الحكيم عامر على يد الرجل الأول) ، حسني الرجل الثاني بعد السادات ، سليمان الرجل الثاني ..... !
الإخوان مرشحين الرجل الثاني !
(حتى أنت يا بروتس )!
تعرفون : كلٌ ميسّرٌ لما خلق له ؟ هل يعمل المهندس جراحاً؟ الجراحُ مهندساً ؟
هل تقود الأسود الفيلة ؟ ( الفيلة الطائرة بتاعت فريدمان " المصريون في وصفه " )
ما حال من لبث في الظل عمره كله ؟ هل سيحتمل العيش في النور ؟ نعم قد يحتمل طبعاً و لكن بعد كم من الوقت ؟ سيغطي عينيه كثيراً حتى يتأقلم مع الشمس !
صديقتي طاهية ماهرة كانت والدتها تترك لها طهو الطعام للعائلة فيشيد القريب و البعيد ب (عمايل إيديها) ! تزوجت و اعترفت لي أنها أصبحت لا تصنع طعاماً واحداً بشكل جيد ! الرز معجن و اللحمة مالحة ..إلخ .. إلخ !
ما السبب ؟ كانت تطبخ لعائلة أصبحت تطبخ لشخصين اختلت معها الموازين و احتاجت وقتاً للتجربة و الخطأ لتستعيد توازنها من جديد ! كتّر خير العريس اللي صبر ! عندكم وقت تصبروا حتى يتخلص المخلِّص من آثار الظل ؟
اسماعيل يس حبيب الملايين ممثل بارع برع في فن الكوميديا و تقبله الناس على هذا ، في آخر أيامه ؛ و لأنه ممثل يحق له تمثيل كل الأدوار و لأنه يؤمن بنفسه ؛ ابتعد عن الكوميديا في مسرحياته ..ما الذي حدث ؟ اتخرب بيته و مات مفلس!
لم يتقبله الناس في التراجيديا !
لم يشفع له أنه شاطر !
أما الرجل الثاني بعد ( اخترناه و بايعناه ) فليس من المنطقي أن يروّج له ب ( و ما كفر سليمان و لكن الشياطين كفروا ) !
نذكّرُهُ بدعوة سيدنا سليمان : " لا ينبغي لأحدٍ من بعدي " ! راحت عليك ! حتى لو كنتَ سَمِيُّه !
(النبي يا رب لا تدخلنا عتبة ده و لا عتبة ده ) الله يرحم الممثل السّنيد (بلغة أهل السينما) !
الشعب يريد سياسي ماهر ! لا بل داهية في زمن الدواهي فيه تحيط من كل جانب !
القصة التالية قصة قصيرة كتبتها من سنوات لا دخل لها بالموضوع ؛ هل تصلح إهداءً للطيب اللي فيهم ..
أما الفيديو فمُهدى للرجل الأول برضو ( لحسن يطلع في خاتم سليمان بجد )!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
" الرجل الثاني "
من قال أني أكرهه !؟ بالعكس .. بالعكس .. أنا أحبه .. أحبه جدا ..أقسم أني أحبه !
أحبه حتى أكثر من حبي لأبي نفسه !
نعم .. ربما كان من الخطأ أن أقول هذا ..
نعم .. خطأ .. خطأ .. لكني أبوح به .. لأول مرة في حياتي ..
لقد أحببته أكثر من حبي لأبي !
ماذا فعل لنا أبي ؟! لقد أخذ يجمع المال ..
والمال .. والمال .. المالُ فقط هو بؤرة اهتمامه !!
ونحن ؟! أين نحن ؟! لا .. لا أبداً أبداً لم يكن يجمعه من أجلنا .. بل من أجل نفسه .. ونفسه فقط !! لكي يكون ملك السوق .. ملك العقارات .. ملك الاستيراد والتصدير .. ملك البساتين و "العِزَبْ"!!
لقد ظل يُرضي نفسه لكي ينسى أنه كان يوماً أجيراً في أرض الباشا فلان .. اشترى أرض فلان وأذل أولاده !! وظل يشتري .. ويشتري .. ليصبح الباشا !!
انتهى عصر البشوات يا أبي.. انتهى
أنظر إلينا .. أنظر مرة في وجوهنا .. بعينيك ليس بوجهك فقط !!
أنظر واسأل .. نريدك أنت .. أنت لا المال !!
عمكم حامد سيشتري لكم ثياب المدرسة !
عمنا حامد ليس أنت !
عمكم حامد سيذهب معكم في النزهة !
كل الأطفال كانت تلعب وتركض ثم تنادي : أبي .. أبي..
وأنا .. أين أبي ؟!
عمك حامد سيذهب معك إلى مكتب التنسيق !!- حتى اللحظة الفارقة في مستقبلي ..عمك حامد ؟!
عمكم حامد .. عمكم حامد .. عمكم حامد !
نعم عمي حامد .. عمي حامد كان هو الأب .. كان .. كان الأخ .. كان الصديق ..
لا زلت أذكره وهو يجعل من نفسه جملاً لي ثم لأختيّ ..
وهو يشتري لنا اللعب .. وهو يأتي في اجتماع مجلس الآباء ليسأل عني .. وأنا خجِل من كل أساتذتي و قد سألوني واحداً تلو الآخر ـ لماذا لم يأتِ أبوك ؟؟
عمي حامد هو من أدخلني المدرسة ، وتابعني ، وأحضر لي النتيجة عاماً بعد عام ومدرسةً بعد مدرسة ..حتى الجامعة .
عمي حامد كان يُنظِّم أعياد ميلادي أنا وأختيّ ، ويحضر لنا الهدايا، ويضع عليها إهداء والدي ، الذي لم يكن يعرف حتى ماذا بداخلها ..
بل وحتى أعياد زواج أبي وأمي !!
عمي حامد كانت فرحته بنجاحي تظهر في عينيه .. وفرحة أبي تظهر من جيبه !!
حتى عندما أحببت ؛ لم أذهب إلى أبي بل إلى صديق أبي - عمي حامد -!
عمنا حامد ليس فضله علينا - أنا وأنتن - فقط ..بل فضله الأكبر على أبي! نعم كان أبي يعطيه مرتباً هائلاً يوازي ما يقوم به من جهد لكن إن حسبنا الأمانة والإخلاص والوفاء ..هل تكفي كل ثروة والدي ثمناً لها ؟ لصداقة العمر؟!
لو أن أحداً آخر كان مكان عمي حامد لكوّن ثروة طائلة من وراء أبي .. لانفصل عنه ونافسه ، وهو يعلم كل خباياه وأسراره .. لو أن أحداً خائناً أو حاقداً كان مكانه لما كان لأبي كل ما تركه لنا ولم يأخذ منه شيئا حيث استقر ـ وكأنه كان لا بد له أن يموت لكي يهمد ويستقر مرة واحدة في حياته ـ أقصد بعد حياته !!
أنا لا أكره عمي حامد .. بالعكس .. بالعكس ..
أنا مستعد أن أترك له إدارة المصانع والشركات والأراضي والعقارات .. هو علمني أ .. ب الإدارة ، عمي حامد مثال الشرف والاستقامة .. لو أني رأيت ملاكاً لما فرّقت بينه وبين عمي حامد !
أنا أحبه .. أحبه .. نعم أحبه !!
أنا مستعد أن أترك له الإدارة ، وأن أعطيه نسبة 10% مقابل عمله لا بل 25% ؛ الربع ولا يوفيه حقه عندي .. أنا أحبه .. أنا مستعد حتى أن أعطيه جزءاً من إرثي .. أنا يسعدني أن يحلَّ محل أبي في كل شي؛ في مقعده في مجلس الشعب حتى في مكتبه الذي كان يجلس عليه، أن يحل محله في الممتلكات والمكانة وكل شيء ..كل شيء ...
لكن أن يحل محل أبي في البيت لا.. لا .. لااااا !!
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق