( هذه الشمس لا تُحرِقُنا )
!
هذه شمسُ خير ، يُحلِّقُ فيها فارداً أجنحَتَهُ الطير ،
صقرَ العشيرةِ عميدَ الأهلْ ، الخطيبَ المُفَوَّهَ الصَّعْبَ السهل ، حاويَ
العِلمِ قاليَ الجهل :
سلاماً شبابَ النيلِ في كلِّ موقفٍ
على الدهرِ يجني المجدَ للنيلِ و
الفَخْرَ
شبابَ القلبِ شبابَ العملْ ، شبابَ الروحِ شبابَ الأملْ :
أمَـــامَـــــاً أمَـــامَـــــاً ثائراً على مَهَلْ ،
فنِعمَ البدايةُ و نعمَ المُستَهَلّ ، نَظرْنَا القَطْرَ فإذا الغيثُ
مُنْهَلّ ،
حياةً لأمواتٍ على اليأسِ باتوا طُواهْ ، دراكاً لهم بقوسٍ و سهمٍ و
خِبْرَةِ رُمَاهْ ،مرَارَةَ الشَّرِّ أصِبْ و كبِدَ الطُُّغاه ، إكسِرْ قيودَ
الشَّعْبِ حَقِّقْ مُناه ،
لا يُوقفَنّكم سُخريةُ ساخر ،و لا جَلَدُ فاجِر ، رويداً رويداً اخْطُ على
الدربْ ، طويلٌ هوَ فاحذرِ الفِخَاخَ ـ جُنِّبْتَ الكَربْ ـ ، بسفينةِ نوحٍ خُضْ
بنا و إن كانَ " اللـُّجِّيّ " ، موجُ الجِبال يَغِيضُ و نستوي على
" الجوديّ " ، نهبِطُ منها بسلامٍ و بركاتٍ على أممٍ منا ، و أممٍ تركنا
للهِ رفعَ كيدِهم عنّا ، تلك الحياةُ لا مِراءَ لا جَدَلْ ، فيها الحنظلُ فيها
العسَلْ ، فيها الكريمُ و فيها الجُعَلْ ، من ريحةِ الوردِ يُغمى عليه ، فَضَوِّعِ
المسكَ أَسْقِطْ في يديه ، و لا يُفْزِعَنّكَ عواء الذئابْ ، أسَدٌ و خَلفكَ أُسْدُ
الغاب ، رواهم نهرٌ سقاهُ السّحابْ ، أمَدَّهُ من الجنّةِ مَددْ ، فلما شربناهُ
صِرنا غرسَهَا روحاً و جَسَد ، أقدامُنَا في جنّةِ الأرضِ و عيونُنا ترعى جنّةَ
السّماء، أحياءٌ بتُرْبِ مصْرَ و حُبِّها و أحْياءٌ إن حَلَّ القَضاءْ،
فسِرْ سيرَ السائرينَ ببركةِ الإلهْ ، و اتّقِ و اصبِر و ما صبْرُكَ إلا
بالله ، و كُن لنا نكنْ لك و كونُنا معاً لمن سواه ؟ ، إنّ اللهَ مع الذين أحسنوا و
الذينَ هُم له تُقاه ،
فما ظنُّكَ ما ظنكم ما ظننا ما ظنُّ الخلقِ برئيسٍ و شعبٍ
ثــــــــــــــــــالثــــــــــــــــــــــــهـــــم الله ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق